صفحة جزء
بسم الله الرحمن الرحيم .


أي قال سعيد بن جبير : معنى طه بالنبطية يا رجل ، والنبطية منسوبة إلى النبط بفتح النون والباء الموحدة ، وبالطاء المهملة قوم ينزلون البطائح بين العراقين ، وكثيرا يستعمل ويراد به الزراعون ، والمذكور هو رواية قوم ، وفي رواية أبي ذر والنسفي [ ص: 56 ] بسم الله الرحمن الرحيم ، قال عكرمة ، والضحاك : بالنبطية طه أي يا رجل ، وتعليق عكرمة وصله ابن أبي حاتم من رواية حصين بن عبد الرحمن ، عن عكرمة في قوله : "طه" أي يا طه ، يا رجل ، وتعليق الضحاك وصله الطبري من طريق قرة بن خالد ، عن الضحاك بن مزاحم في قوله : "طه" قال : يا رجل بالنبطية انتهى ، وتمثل قول ابن جبير ، روي عن ابن عباس ، والحسن وعطاء ، وأبي مالك ، ومجاهد ، وقتادة ، ومحمد بن كعب ، والسدي ، وعطية ، وابن أبزى ، وفي تفسير مقاتل : طه يا رجل بالسريانية ، وقال الكلبي : عن ابن عباس : نزلت بلغة على يا رجل ، وعند ابن مردويه بسند صحيح عن ابن عباس : يس بالحبشية يا إنسان ، وطه بالنبطية يا رجل ، وقيل : معنى طه يا إنسان ، وقيل : هي حروف مقطعة لمعان قال الواسطي : أراد بها يا طاهر يا هادي ، وعن أبي حاتم : طه استفتاح سورة ، وقيل : هو قسم أقسم الله به ، وهي من أسماء الله عز وجل ، وقيل : هو من الوطي والهاء كناية عن الأرض أي اعتمد على الأرض بقدمك ولا تتعصب نفسك بالاعتماد على قدم واحدة ، وهو قوله تعالى : ما أنـزلنا عليك القرآن لتشقى نزلت الآية فيما كان صلى الله عليه وسلم يتكلفه من السهر ، والتعب ، وقيام الليل ، وقال الليث : بلغنا أن موسى عليه الصلاة والسلام لما سمع كلام الرب تعالى استقره الخوف حتى قام على أصابع قدميه خوفا ، فقال عز وجل : طه ، أي اطمئن ، قال الأزهري : لو كان كذلك لقال : طأها ، أي طأ الأرض بقدمك ، وهي مهموزة ، وفي المعاني للفراء : هو حرف هجاء ، وحدثني قيس قال : حدثني عاصم عن زر قال : قرأ رجل على ابن مسعود رضي الله تعالى عنه طأها ، فقال له عبد الله : طه ، فقال الرجل : يا أبا عبد الرحمن ، أليس إنما أمر أن يطأ قدمه ، قال : فقال عبد الله : طه ، هكذا أقرأنيها رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ، وزاد في تفسير ابن مردويه ، وكذا نزل بها جبريل عليه الصلاة والسلام بكسر الطاء والهاء قال : وكان بعض القراء يقطعها ، وقرأ أبو عمرو بن العلاء : طاه ، قال الزجاج : يقرأ طه بفتح الطاء والهاء ، وطه بكسرهما ، وطه بفتح الطاء وسكون الهاء ، وطه بفتح الطاء وكسر الهاء .

التالي السابق


الخدمات العلمية