صفحة جزء
4472 ( باب قوله إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم


أي : هذا باب في قوله عز وجل إن الذين جاءوا " الآية ، واقتصر أبو ذر في هذا على قوله " باب إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم " وغيره ساق الآية كلها ، أجمع المفسرون على أن هذه الآية وما يتعلق بها بعدها نزلت في قصة عائشة رضي الله تعالى عنها . قوله " بالإفك " أي : بالكذب ، ويقال : الإفك أسوأ الكذب وأقبحه ، مأخوذ من أفك الشيء إذا قلبه عن وجهه ، فالإفك هو الحديث المقلوب عن وجهه ، ومعنى القلب هنا أن عائشة رضي الله تعالى عنها كانت تستحق الثناء بما كانت عليه من الحصانة وشرف النسب ، لا القذف ، فالذين رموا بالسوء قلبوا الأمر عن وجهه ، فهو إفك قبيح وكذب ظاهر . قوله : " عصبة " أي : جماعة ، قال الفراء : الجماعة من الواحد إلى الأربعين ، ويقال : من العشرة إلى الأربعين . قوله : " منكم " خطاب للمسلمين ، وهم : عبد الله بن أبي - رأس المنافقين ، وزيد بن رفاعة ، وحسان بن ثابت ، ومسطح بن أثاثة ، وحمنة بنت جحش ، ومن ساعدهم . قوله : لا تحسبوه شرا لكم " أي : لا تحسبوا الإفك أو القذف أو المجيء بالإفك أو ما نالكم من الغم ، والخطاب للمؤمنين الذين ساءهم ذلك وخاصة رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وأبو بكر وعائشة وصفوان بن المعطل شرا لكم بل هو خير لكم " لأن الله يأجركم على ذلك الأجر العظيم ، وتظهر براءتكم وينزل فيكم ثمانية عشر آية ، كل واحدة منها مستقلة بما هو تعظيم لرسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم وتسلية له وتبرئة لأم المؤمنين وتطهير لأهل البيت وتهويل لمن تكلم في ذلك . قوله : لكل امرئ منهم " أي : من الذين جاؤوا بالإفك ما اكتسب من الإثم " جزاء ما اجترح من الذنب والمعصية . قوله : والذي تولى كبره " أي : عظمه وبدأ به وهو عبد الله بن أبي ، وقيل : حسان بن ثابت ، وقال الثعلبي : حسان ومسطح وحمنة هم الذين تولوا كبره ، ثم فشى ذلك في الناس .

التالي السابق


الخدمات العلمية