صفحة جزء
4473 ( باب لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا إلى قوله الكاذبون ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم لولا جاءوا عليه بأربعة شهداء فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون


أي : هذا باب في قوله عز وجل : " لولا إذ سمعتموه " إلى آخر ما ذكره ، ووقع عند أبي ذر الآية الأولى هكذا لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا " إلى قوله الكاذبون " ، وعند غيره وقع الآيتان المذكورتان غير متواليتين [ ص: 80 ] الأولى : قوله ولولا إذ سمعتموه قلتم الآية ، والثانية قوله لولا جاءوا عليه إلى آخر الآية ، ووقع عند النسفي الآية الأخيرة فقط ، وتمام الآية الأولى بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين لولا جاءوا عليه " إلى قوله الكاذبون " . قوله ولولا إذ سمعتموه " أي : هلا للتحريض ، أي : حين سمعتم الإفك . قوله : ظن المؤمنون " فيه التفات من الخطاب إلى الغيبة لأن الأصل : لولا إذ سمعتم ظننتم وقلتم ، وذلك للتوبيخ ، وقيل : تقدير الآية : هلا ظننتم كما ظن المؤمنون والمؤمنات . قوله : " بأنفسهم " وقيل : بأهلهم وأزواجهم ، وقيل : هلا ظنوا بها ما يظن بالرجل لو خلا بأمه والمرأة لو خلت بابنها ، لأن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين . قوله : " وقالوا " أي : هلا قلتم : هذا إفك مبين " أي : كذب ظاهر . قوله : ولولا إذ سمعتموه قلتم " أي : هلا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا " أي : لا يحل لنا أن نخوض في هذا الحديث وما ينبغي لنا أن نتكلم بهذا " سبحانك " للتعجب من عظم الأمر . قوله : " بهتان " هو كذب يواجه به المؤمن فيتحير منه . قوله : لولا جاءوا " أي : هلا جاؤوا ولو كانوا صادقين بأربعة شهداء " فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله " ، أي : في حكمه " هم الكاذبون " فيما قالوه .

التالي السابق


الخدمات العلمية