صفحة جزء
4494 265 - حدثنا أبو اليمان ، أخبرنا شعيب ، عن الزهري ، قال أخبرني سعيد بن المسيب عن أبيه قال : لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد عنده أبا جهل وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة ، فقال : أي عم ، قل لا إله إلا الله ، كلمة أحاج لك بها عند الله . فقال [ ص: 105 ] أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية : أترغب عن ملة عبد المطلب ؟ فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرضها عليه ، ويعيدانه بتلك المقالة ، حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم : على ملة عبد المطلب ، وأبى أن يقول لا إله إلا الله . قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لأستغفرن لك ما لم أنه عنك . فأنزل الله ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين وأنزل الله في أبي طالب ، فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء


مطابقته للترجمة ظاهرة ، وأبو اليمان الحكم بن نافع ، وشعيب بن أبي حمزة . والحديث مر في كتاب الجنائز في باب إذا قال المشرك عند الموت لا إله إلا الله . قال الكرماني : قيل هذا الإسناد ليس على شرط البخاري ، إذ لم يرو عن المسيب إلا ابنه . وقال صاحب التلويح وتبعه صاحب التوضيح : هذا الحديث من مراسيل الصحابة ، لأن المسيب من مسلمة الفتح ، على قول مصعب ، وعلى قول العسكري ممن بايع تحت الشجرة ، فأيا ما كان فلم يشهد وفاة أبي طالب ، لأنه توفي هو وخديجة رضي الله تعالى عنها في أيام متقاربة في عام واحد للنبي صلى الله تعالى عليه وسلم نحو الخمسين ، ورد عليهما بعضهم بأنه لا يلزم من كون المسيب متأخرا إسلامه أن لا يشهد وفاة أبي طالب كما شهدها عبد الله بن أبي أمية ، وهو يومئذ كافر ثم أسلم بعد ذلك ، انتهى . قلت : حضور عبد الله بن أبي أمية وفاة أبي طالب وهو كافر ثبت في الصحيح ، ولم يثبت حضور المسيب وفاة أبي طالب وهو كافر ، لا في الصحيح ولا في غيره ، وبالاحتمال لا يرد على كلام بغير احتمال ، فافهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية