صفحة جزء
437 108 - ( حدثنا قتيبة قال : حدثنا عبد العزيز عن أبي حازم عن سهل قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى امرأة أن مري غلامك النجار يعمل لي أعوادا أجلس عليهن ) .
مطابقة الحديث للترجمة ظاهرة .

( ذكر رجاله ) وهم أربعة : الأول : قتيبة بن سعيد . الثاني : عبد العزيز بن أبي حازم ، واسمه سلمة بن دينار يروي عن أبيه أبي حازم ، وهو الثالث . الرابع : سهل بن سعد الساعدي ، وقد مر في باب الصلاة في المنبر والسطوح ، وكذلك حديثه بأتم منه .

( ذكر لطائف إسناده ) : فيه التحديث بصيغة الجمع في موضعين ، وبصيغة الإفراد في موضع واحد ، وفيه العنعنة في موضع ، وفيه رواية الابن عن الأب ، وفيه أن رواته ما بين بلخي ومدني .

( ذكر تعدد موضعه ومن أخرجه غيره ) ، أخرجه البخاري أيضا في الصلاة عن علي بن عبد الله ، وأخرجه مسلم ، وأبو داود ، والنسائي ، وابن ماجه ، وقد ذكرناه في باب الصلاة في المنبر .

( ذكر معناه وإعرابه ) ؛ قوله ( إلى امرأة ) هي أنصارية ، وقد بينا الاختلاف في اسمها في باب الصلاة في المنبر ، وكذلك في اسم غلامها ؛ قوله ( أن مري ) أن هذه مفسرة بمنزلة أي كما في قوله تعالى : فأوحينا إليه أن اصنع الفلك ويحتمل أن تكون مصدرية بأن يقدر قبلها حرف الجر ، وعن الكوفيين إنكار أن التفسيرية البتة ، ويروى : ( مري ) بدون أن ، ومري أمر من أمر يأمر ، والياء علامة الخطاب للمؤنث ؛ قوله ( يعمل ) مجزوم لأنه جواب الأمر ؛ قوله ( أعوادا ) أي : منبرا مركبا منها ؛ قوله ( أجلس ) بالرفع أي : أنا أجلس عليها ، وههنا مسألة أصولية ، وهي أن الأمر بالأمر بالشيء أمر بذلك الشيء أم لا ، وهل الغلام مأمور من قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم أم لا ، وفيه الخلاف ، والأصح عدمه ، وساق البخاري هذا الحديث في البيوع بهذا الإسناد بتمامه ، وههنا اختصره . ومن فوائد هذا الحديث جواز الاستعانة بأهل الصنعة فيما يشمل المسلمين نفعه ، وفيه التقرب إلى أهل الفضل بعمل الخير .

التالي السابق


الخدمات العلمية