صفحة جزء
4510 282 - حدثني زكرياء بن يحيى ، حدثنا أبو أسامة ، قال هشام حدثنا عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها ، قالت : كنت أغار على اللاتي وهبن أنفسهن لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأقول : أتهب المرأة نفسها ؟ فلما أنزل الله تعالى ( ترجئ من تشاء منهن وتؤوى إليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك ) قلت : ما أرى ربك إلا يسارع في هواك .


مطابقته للترجمة ظاهرة ، وزكريا بن يحيى : أبو السكين الطائي الكوفي ، وأبو أسامة : حماد بن أسامة ، وهشام بن عروة بن الزبير . قوله : " قال هشام حدثنا عن أبيه " تقديره : قال حدثنا هشام عن أبيه " وهذا جائز عندهم . والحديث أخرجه مسلم في النكاح عن أبي كريب ، وأخرجه النسائي فيه وفي عشرة النساء ، وفي التفسير عن محمد بن عبد الله بن المبارك المخزومي ، ثلاثتهم عن أبي أسامة .

قوله : " أغار " بالغين المعجمة ، معناه هنا : أعيب ، والدليل عليه ما رواه الإسماعيلي بلفظ " كانت تعير اللاتي " ، بالعين المهملة . [ ص: 120 ] قوله : " اللاتي وهبن " ظاهره أن الواهبة أكثر من واحدة ، منهن : خولة بنت حكيم ، رواه ابن أبي حاتم ، ومنهن : أم شريك ، رواه الشعبي ، ومنهن : فاطمة بنت شريح ، رواه أبو عبيدة ، ومنهن : ليلى بنت الحطيم ، رواه بعضهم ، ومنهن : ميمونة بنت الحارث ، رواه قتادة عن ابن عباس ، وهو منقطع . قوله : " ما أرى ربك " إلى آخره ، أي : ما أرى الله إلا موجدا لمرادك بلا تأخير ، منزلا لما تحب وترضاه .

التالي السابق


الخدمات العلمية