صفحة جزء
4512 باب قوله تعالى لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحيي منكم والله لا يستحيي من الحق وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند الله عظيما


أي : هذا باب في قوله عز وجل " لا تدخلوا " الآية ، وعند أبي ذر والنسفي كذا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام إلى قوله عظيما وغيرهما ساقوا الآية كلها ، كما هو هاهنا . قوله : " لا تدخلوا " أوله : يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا الآية ، قوله : إلا أن يؤذن لكم " أي : إلا أن تدعوا إلى طعام فيؤذن لكم فتأكلونه . قوله : غير ناظرين " أي : غير منتظرين إناه ، أي : وقت إدراكه ونضجه ، وعن ابن عباس : نزلت في ناس من المؤمنين كانوا يتحينون طعام النبي صلى الله تعالى عليه وسلم فيدخلون عليه قبل الطعام إلى أن يدرك ، ثم يأكلون ولا يخرجون ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتأذى منهم ، فنزلت هذه الآية ، وغير نصب على الحال . قوله : فإذا طعمتم " أي : فإذا أكلتم الطعام . قوله : فانتشروا " أي : فتفرقوا واخرجوا من منزله . قوله : ولا مستأنسين " عطف على قوله غير ناظرين " أي : ولا غير مستأنسين أي : طالبين الأنس لحديث نهوا أن يطيلوا الجلوس يستأنس بعضهم لبعض لأجل حديث يحدثون به . قوله : إن ذلكم " أي : إطالتكم في القعود وانتظاركم الطعام [ ص: 121 ] الذي لم يتهيأ واستئناسكم للحديث يؤذي النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ويشوش عليه . قوله : فيستحيي منكم " أن يقول لكم قوموا والله لا يستحيي من الحق " أي : لا يترك تأديبكم وحملكم على الحق ولا يمنعه ذاك منه . قوله : وإذا سألتموهن " أي : إذا سألتم نساء النبي صلى الله عليه وسلم متاعا فاسألوهن من وراء حجاب " . وروي أن عمر رضي الله تعالى عنه أمر نساء النبي صلى الله عليه وسلم بالحجاب ، فقالت زينب : يا ابن الخطاب ، أتغار علينا والوحي ينزل في بيوتنا ! فأنزل الله تعالى وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب قوله : ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن " يعني : من الريبة . قوله : وما كان لكم " يعني : وما ينبغي لكم وما يصلح لكم أن تؤذوا رسول الله " في شيء من الأشياء ، " ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا " نزلت في رجل كان يقول : لئن توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتزوجن عائشة ، زعم مقاتل أنه طلحة بن عبيد الله . قوله : إن ذلكم " أي : إن نكاح أزواجه بعد النبي صلى الله عليه وسلم كان عند الله عظيما " .

التالي السابق


الخدمات العلمية