صفحة جزء
4512 إذا وصفت صفة المؤنث قلت قريبة ، وإذا جعلته ظرفا أو بدلا ولم ترد الصفة نزعت الهاء من المؤنث ، وكذلك لفظها في الواحد والاثنين والجميع للذكر والأنثى .


هذا كله من قوله : لعل الساعة " إلى قوله : والأنثى ، لم يقع إلا لأبي ذر والنسفي ، ولم يذكره غيرهما ، وهو الصواب من أوجه ، الأول : أن قوله لعل الساعة تكون قريبا وإن كان في هذه السورة ولكن ذكره في هذا الموضع ليس بموجه لأن الأحاديث التي ذكرها بعد هذا كلها متعلقة بالترجمة التي ذكرت قبله ، والفاصل بينهما كالفاصل بين العصا ولحائها ، الثاني : أن هذا الذي ذكره في تذكير لفظ قريبا ليس كما ينبغي ، والذي ذكره المهرة في فن العربية أن قريبا على وزن فعيل ، وفعيل إذا كان بمعنى مفعول يستوي فيه المذكر والمؤنث ، كما في قوله تعالى إن رحمت الله قريب من المحسنين الثالث : أن قوله إذا جعلته ظرفا ليس على الحقيقة لأن لفظ قريب ليس بظرف أصلا في الأصل ، ولهذا قال الزمخشري في قوله " قريبا " أي : شيئا قريبا ، أو لأن الساعة في معنى اليوم ، أو في زمان قريب ، وهذا هروب من إطلاق لفظ الظرف على قريب ، حيث أجاب ثلاثة أجوبة عن قول من يقول إن لفظ قريب مذكر والساعة مؤنث ، وكذلك لاحظ أبو عبيدة هذا المعنى هنا حيث قال : مجازه مجاز الظرف هاهنا ، ولو كان وصفا للساعة لقال " قريبة " ، وإذا كانت ظرفا فإن لفظها في الواحد وفي الاثنين والجمع من المذكر والمؤنث واحد بغير هاء ، وبغير جمع ، وبغير تثنية .

قوله : " أو بدلا " أي : عن الصفة ، يعني جعلته اسما مكان الصفة ولم تقصد الوصفية ، يستوي فيه المذكر والمؤنث والتثنية والجمع .

التالي السابق


الخدمات العلمية