صفحة جزء
( سورة سبأ ) .


أي : هذا في تفسير بعض سورة سبأ ، قال مقاتل : مكية ، غير آية واحدة ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنـزل وهي أربعة آلاف وخمسمائة واثني عشر حرفا ، وثمانمائة وثلاث وثلاثون كلمة ، وخمس وخمسون آية . وروى الترمذي من حديث فروة بن مسيك المرادي ، قال : أتيت رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فذكر حديثا فيه " فقال رجل : وما سبأ ، أرض أم امرأة ؟ قال : ليس بأرض ولا امرأة ، ولكنه رجل ولد عشرة من العرب ، فتيامن منهم ستة وتشاءم منهم أربعة ، فأما [ ص: 128 ] الذين تشاءموا : فلخم وجذام وغسان وعاملة ، وأما الذين تيامنوا : فالأزد والأشعرون وحمير وكندة ومذحج وأنمار ، فقال الرجل : وما أنمار ؟ قال : الذين منهم خثعم وبجيلة " ، وقال : حديث حسن غريب . وقال ابن إسحاق : سبأ اسمه عبد شمس بن يشخب بن يعرب بن قحطان ، من يقظان بن عامر ، وهو هود بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح عليه السلام ، وهو أول من سبى من العرب فلقب بذلك ، وفي أدب الخواص : هذا اشتقاق غير صحيح ، لأن سبأ مهموز والسبي غير مهموز ، والصواب أن يكون من سبأت النار الجلد أي أحرقته ، ومن سبأت الحمر إذا اشتريتها ، وقال أبو العلاء : لو كان الأمر كما يقولون لوجب أن لا يهمز ، ولا يمتنع أن يكون أصل السبي الهمزة إلا أنهم فرقوا بين سبيت المرأة وسبأت الحمر ، والأصل واحد . وفي التيجان : وهو أول متوج وبنى السد المذكور في القرآن ، وهو سد فيه سبعون نهرا ، ونقل إليه الشجر مسيرة ثلاثة أشهر في ثلاثة أشهر ، وبلغ من العمر خمسمائة سنة .

التالي السابق


الخدمات العلمية