صفحة جزء
4529 302 - ( حدثني محمد بن عبد الله ، حدثنا محمد بن عبيد الطنافسي ، عن العوام ، قال : سألت مجاهدا عن سجدة ص ، فقال : سألت ابن عباس من أين سجدت ؟ فقال : أوما تقرأ ومن ذريته داود وسليمان ، أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده فكان داود ممن أمر نبيكم صلى الله عليه وسلم - أن يقتدي به ، فسجدها رسول الله صلى الله عليه وسلم - )


محمد بن عبد الله ، قال الكلاباذي : وابن طاهر هو الذهلي نسبة إلى جده ، وهو محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد بن فارس بن ذؤيب ، أبو عبد الله الذهلي النيسابوري ، مات بعد البخاري بيسير ، تقديره : سنة سبع وخمسين ومائتين ، روى عنه البخاري في قريب من ثلاثين موضعا ، ولم يقل محمد بن يحيى الذهلي مصرحا ، بل يقول : حدثنا محمد ، ولا يزيد عليه أو ينسبه إلى جده ، والسبب في ذلك أنه لما دخل نيسابور فشغب عليه محمد بن يحيى الذهلي في مسألة خلق اللفظ ، وكان قد سمع منه فلم يترك الرواية عنه ولم يصرح باسمه كما ينبغي ، وقال غيرهما : يحتمل أن يكون محمد بن عبد الله هذا محمد بن عبد الله بن المبارك المخزومي ، فإنه من هذه الطبقة ، والله أعلم .

قوله " من أين سجدت " على صيغة الخطاب للحاضر ، ويروى على صيغة المجهول للغائبة ، أي بأي دليل صارت سجدة . قوله : " فسجدها داود " ولم يثبت في رواية أبي ذر ، وسجد داود - عليه الصلاة والسلام - فيها ، والرسول صلى الله عليه وسلم - مأمور بالاقتداء به ونحن مأمورون بالاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم - ومتابعته ، وهذا حجة على الشافعي في قوله : ليس في ( ص ) سجدة عزيمة ، وباقي الكلام في هذا الباب استوفيناه في كتاب الصلاة في أبواب سجود التلاوة .

التالي السابق


الخدمات العلمية