صفحة جزء
450 ( وكان شريح يأمر الغريم أن يحبس إلى سارية المسجد )
مطابقة هذا الأثر للجزء الثاني من الترجمة ظاهرة ، وهذا تعليق من البخاري ، وقد وصله معمر عن أيوب عن ابن سيرين قال : " كان شريح إذا قضى على رجل بحق أمر بحبسه في المسجد إلى أن يقوم بما عليه ، فإن أعطى الحق ، وإلا أمر به في السجن " ، وشريح بضم الشين المعجمة وفتح الراء ، وسكون الياء آخر الحروف ، وفي آخره حاء مهملة ابن الحارث الكندي كان من أولاد الفرس الذين كانوا باليمن ، وكان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يلقه ، قضى بالكوفة من قبل عمر رضي الله تعالى عنه ، ومن بعده ستين سنة ، مات سنة ثمانين ، وقال ابن مالك : في إعراب هذا وجهان : أحدهما : أن يكون الأصل بالغريم ، وأن يحبس بدل اشتمال ثم حذفت الباء كما في قوله : أمرتك الخير .

والثاني : أن يريد كان يأمره أن ينحبس فجعل المطاوع موضع المطاوع لاستلزامه إياه ، انتهى . قلت : هذا تكلف ، وحذف الباء في الشعر للضرورة ، ولا ضرورة ههنا ، وهذا التركيب ظاهر فلا يحتاج إلى مثل هذا الإعراب ، ولا شك أن المأمور هو الغريم أمر بأن يحبس نفسه في المسجد ، فإن قضى ما عليه ذهب في حاله ، وإلا أمر به في السجن ، وأن يحبس أصله : بأن يحبس ، ويحبس على صيغة المجهول ، يعني أمره أن يحبس نفسه في المسجد أولا ، وعند المطل يحبس في السجن .

التالي السابق


الخدمات العلمية