صفحة جزء
4547 320 - ( حدثنا بشر بن خالد أخبرنا محمد عن شعبة ، عن سليمان ومنصور ، عن أبي الضحى ، عن مسروق قال : قال عبد الله : إن الله بعث محمدا - صلى الله عليه وسلم - وقال قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما رأى قريشا استعصوا عليه فقال : اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف ، فأخذتهم السنة حتى حصت كل شيء حتى أكلوا العظام والجلود ، فقال أحدهم : حتى أكلوا الجلود والميتة ، وجعل يخرج من الأرض كهيئة الدخان ، فأتاه أبو سفيان فقال : أي محمد إن قومك قد هلكوا ، فادع الله أن يكشف عنهم ، فدعا ، ثم قال : تعودوا بعد هذا - في حديث منصور - ثم قرأ فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين ، إلى عائدون أيكشف عذاب الآخرة ، فقد مضى الدخان والبطشة واللزام ، وقال أحدهم : القمر ، وقال الآخر : الروم ) .


هذا طريق آخر في الحديث المذكور ، أخرجه عن بشر - بكسر الباء الموحدة وسكون الشين المعجمة - ابن خالد بن محمد العسكري ، عن محمد بن جعفر ، وهو غندر ، عن شعبة ، عن سليمان الأعمش ، ومنصور بن المعتمر كلاهما عن أبي الضحى مسلم عن مسروق ، عن عبد الله بن مسعود .

قوله : " وجعل " يخرج من الأرض فاعل جعل محذوف تقديره : جعل شيء يخرج من الأرض ، فإن قلت : بينه وبين قوله : فكان يرى بينه وبين السماء مثل الدخان تدافع ظاهر ، قلت : لا تدافع ، إذ لا محذور أن يكون مبدأه الأرض ومنتهاه ذلك ، فإن قلت : لفظ يخرج يدل على أن ثمة كان أمرا متخيلا لهم لشدة حرارة الجوع ، قلت : يحتمل أن يكون ثمة خارج من الدخان حقيقة ، وأنهم كانوا يرون بينهم وبين السماء مثله لفرط حرارتهم من المجاعة ، أو كان يخرج من الأرض على حسبانهم التخيل من غشاوة أبصارهم من فرط الجوع ، قوله : " أي محمد " يعني يا محمد ، قوله : إن قومك ، وفي الرواية الماضية [ ص: 166 ] استسق الله لمضر فإنها قد هلكت ، ولا منافاة بينهما ; لأن مضر أيضا قومه ، قوله في حديث منصور : هو منصور الراوي عن أبي الضحى ، ولم يذكر هذا في حديث سليمان الأعمش عن أبي الضحى ، قوله : وقال أحدهم : كان القياس أن يقال أحدهما ، إذ المراد سليمان ومنصور لكن هذا على مذهب من قال : أقل الجمع اثنان ، هكذا قاله الكرماني ، وتبعه بعضهم ، قلت : يحتمل أن يكون معهما في ذلك الوقت ثالث فجمع باعتبار الثلاثة ، قوله : القمر ، يعني انشقاق القمر ، قوله : والآخر : الروم ، يعني غلبة الروم .

التالي السابق


الخدمات العلمية