صفحة جزء
4550 [ ص: 169 ] ( باب والذي قال لوالديه أف لكما أتعدانني أن أخرج وقد خلت القرون من قبلي وهما يستغيثان الله ويلك آمن إن وعد الله حق فيقول ما هذا إلا أساطير الأولين


أي هذا باب في قوله - عز وجل - والذي قال إلى آخره ، إنما ساق الآية إلى آخرها غير أبي ذر ، وفي رواية أبي ذر والذي قال لوالديه أف لكما أتعدانني أن أخرج إلى قوله أساطير الأولين وليس في بعض النسخ : لفظ باب .

قوله : " والذي قال لوالديه " إلى آخره ، قيل : نزلت في عبد الله ، وقيل : في عبد الرحمن ابن أبي بكر الصديق - رضي الله تعالى عنهما - قبل إسلامه ، وكان أبواه يدعوانه للإسلام ، وهو يأبى ويسيء القول ، ويخبرانه بالموت والبعث ، وقد روي عن عائشة - رضي الله تعالى عنها - أنها كانت تنكر نزولها في عبد الرحمن ، وقال الزجاج : من قال : إنها نزلت فيه فباطل ، والتفسير الصحيح : أنها نزلت في الكافر العاق لوالديه ، ذكره الواحدي وابن الجوزي .

قوله : " أف " كلمة كراهة يقصد به إظهار السخط وقبح الرد ، وقرأ الجمهور بكسر الفاء لكن نونها نافع وحفص عن عاصم ، وقرأ ابن كثير وابن عامر وابن محيصين ، وهي رواية عن عاصم بفتح الفاء بغير تنوين ، قوله : أتعدانني " قراءة العامة بنونين مخففتين ، وروى هشام عن أهل الشام بنون واحدة مشددة ، قوله : أن أخرج " أي من قبري حيا بعد فنائي وبلائي وقد خلت مضت القرون من قبلي ، ولم يبعث منهم أحد وهما يستغيثان الله يستصرخان الله ، ويستغيثانه عليه ، ويقولان : الغياث بالله منك ومن قولك ، ويقولان له : ويلك آمن ، أي صدق بالبعث ، فيقول هو ما هذا إلا أساطير الأولين ، والأساطير جمع أسطار ، وهو جمع سطر ، والسطر : الخط والكتابة ، وقال الجوهري : الأساطير الأباطيل ، وهو جمع أسطورة بالضم ، وإسطارة بالكسر .

التالي السابق


الخدمات العلمية