صفحة جزء
( وقال مجاهد : لا تقدموا لا تفتاتوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى يقضي الله على لسانه ) .


أي قال مجاهد في قوله تعالى : يا يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله وفسر قوله : لا تقدموا بقوله : لا تفتاتوا ، أي لا تسبقوا ، من الافتيات وهو افتعال من الفوت ، وهو السبق إلى الشيء دون ائتمار من يؤتمر ، ومادته فاء وواو وتاء مثناة من فوق ، وقال المفسرون : اختلف في معنى قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا الآية ، فعن ابن عباس : لا تقولوا خلاف الكتاب والسنة ، وعنه : لا تتكلموا بين يدي كلامه ، وعن جابر والحسن : لا تذبحوا قبل أن يذبح النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فأمرهم أن يعيدوا الذبح ، وعن عائشة : لا تصوموا قبل أن يصوم نبيكم ، وعن عبد الله بن الزبير قال : قدم وفد من بني تميم على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال أبو بكر - رضي الله تعالى عنه - : أمر القعقاع بن معبد بن زرارة ، وقال عمر : أمر الأقرع بن حابس ، وقال أبو بكر : ما أردت إلا خلافي ، وقال عمر : ما أردت خلافك ، فارتفعت أصواتهما ، فأنزل الله - عز وجل - يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله الآية ، وعن الضحاك : يعني في القتال وشرائع الدين ، يقول : لا تقضوا أمرا دون الله ورسوله ، وعن الكلبي : لا تسبقوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقول ولا فعل حتى يكون هو يأمركم ، وعن ابن زيد : لا تقطعوا أمرا دون الله ورسوله ، ولا تمشوا بين يدي النبي - صلى الله عليه وسلم - .

قوله : " لا تقدموا " بضم التاء وتشديد الدال المكسورة ، وقال الزمخشري : قدمه وأقدمه منقولان بتنقيل الحشو والهمزة ، من قدمه إذا تقدمه ، وحذف مفعوله ليتناول كل ما يقع في النفس مما يقدم ، وعن ابن عباس : أنه قرأ بفتح التاء والدال ، وقرأ : لا تقدموا بفتح التاء وتشديد الدال بحذف إحدى التاءين من تتقدموا .

التالي السابق


الخدمات العلمية