صفحة جزء
( واختلاف الألوان ، حلو وحامض ، فهما زوجان ) .


الظاهر أنه أشار بقوله : واختلاف الألوان ، إلى قوله تعالى : وألوانكم ، في سورة الروم ، وهو قوله تعالى : ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين ومن جملة آياته - عز وجل - اختلاف ألوان بني آدم ، وهو الاختلاف في تنويع ألوانهم ، إذ لو تشاكلت وكانت نوعا واحدا لوقع التجاهل والالتباس ، ولتعطلت مصالح كثيرة ، وكذلك اختلاف الألوان في كل شيء ، وكذا الاختلاف في المطعومات حتى في طعوم الثمار ، فإن بعضها حلو وبعضها حامض ، أشار إليه بقوله : حلو وحامض .

قوله : " فهما زوجان " أي الحلو والحامض ، وأطلق عليهما زوجان ; لأن كلا منهما يقابل الآخر بالضدية ، كما في الذكر والأنثى ، فإن الذكر يقابل الأنثى بالذكورة وهي ضد الأنوثة ، ولم أر أحدا من الشراح خصوصا المدعي منهم حرر هذا الموضع .

التالي السابق


الخدمات العلمية