صفحة جزء
4581 356 - حدثني أبو معمر ، حدثنا عبد الوارث ، حدثنا أيوب عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : سجد النبي صلى الله عليه وسلم بالنجم ، وسجد معه المسلمون والمشركون والجن والإنس .


مطابقته للترجمة ظاهرة ، وأبو معمر بفتح الميمين عبد الله بن عمرو المنقري المقعد البصري ، وعبد الوارث بن سعيد ، وأيوب هو السختياني .

والحديث قد مضى في أبواب سجود القرآن في باب سجود المسلمين مع المشركين ; فإنه أخرجه هناك عن مسدد عن عبد الوارث إلى آخره ، ومضى الكلام فيه هناك .

قوله : " المسلمون " يتناول الجن والإنس ، وفائدة ذكر قوله : " والجن والإنس " لدفع وهم اختصاصه بالمسلمين قوله : " والمشركون " أي وسجد معه المشركون . قال الكرماني : سجد المشركون ; لأنها أول سجدة نزلت ، فأرادوا معارضة المسلمين بالسجدة لمعبودهم ، أو وقع ذلك منهم بلا قصد ، أو خافوا في ذلك المجلس من مخالفتهم ، وما قيل كان ذلك بسبب ما ألقى الشيطان في أثناء قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم

تلك الغرانيق العلى منها الشفاعة ترتجى

فلا صحة له نقلا وعقلا ، وقال بعضهم : الاحتمالات الثلاثة فيها نظر ، والأول منها لعياض ، والثاني يخالفه سياق ابن مسعود ; حيث زاد فيه : إن الذي استثناه منهم أخذ كفا من حصا فوضع جبهته عليه ; فإن ذلك ظاهر في القصد ، والثالث أبعد ; إذ المسلمون حينئذ هم الذين كانوا خائفين من المشركين ، لا العكس . قلت : ادعى هذا القائل أن في هذه الاحتمالات نظرا فقال في الأول : إنه لعياض يعني مسبوق فيه بالقاضي عياض فبين أنه لعياض ، ولم يبين وجه النظر ، وذكر وجه النظر في الثاني بقوله : يخالفه سياق ابن مسعود وهذا غير دافع لبقاء الاحتمال في عدم القصد من الذي أخذ كفا من حصا ، فوضع جبهته عليه ، وقال في الثالث أبعد إلى آخره ، فالذي ذكره أبعد مما قاله ; لأن المسلمين لو كانوا خائفين من المشركين وقت سجودهم لم يكونوا يتمكنون من السجود ; لأن السجود وضع الجبهة على الأرض ، ومن يتمكن من ذلك ووراءه من يخاف منه خصوصا أعداء الدين وقصدهم هلاك المسلمين .

التالي السابق


الخدمات العلمية