صفحة جزء
471 142 - حدثنا عبد الله بن يوسف ، قال : أخبرنا مالك ، عن ابن شهاب ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، عن عبد الله بن عباس أنه قال : أقبلت راكبا على حمار أتان ، وأنا يومئذ قد ناهزت الاحتلام ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بالناس بمنى إلى غير جدار ، فمررت بين يدي بعض الصف ، فنزلت وأرسلت الأتان ترتع ، ودخلت في الصف ، فلم ينكر ذلك علي أحد .
مطابقة هذا الحديث للترجمة ظاهرة تستنبط من قوله : إلى غير جدار ؛ لأن هذا اللفظ مشعر بأن ثمة سترة ؛ لأن لفظ غير يقع دائما صفة وتقديره : إلى شيء غير جدار ، وهو أعم من أن يكون عصا ، أو عنزة ، أو نحو ذلك ، وقال بعضهم : في الاستدلال بهذا الحديث نظر ؛ لأنه ليس فيه أنه صلى الله عليه وسلم صلى إلى سترة ، وقد بوب عليه البيهقي : باب : من صلى إلى غير سترة ، ( قلت ) : دليله لا يساعد نظره ؛ لأنه لم يقف على دقة الكلام ، والبيهقي أيضا لم يقف على هذه النكتة ، والبخاري دقق نظره فأورد هذا الحديث في هذا الباب للوجه الذي ذكرناه على أن ذلك معلوم من حال النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذا الحديث بعينه بهذا الإسناد قد تقدم في كتاب العلم في باب متى يصح سماع الصغير ، غير أن هناك شيخه إسماعيل ، عن مالك ، وهاهنا : عبد الله بن يوسف عنه ، وهناك حدثني مالك ، وهاهنا أخبرنا مالك ، وهناك : فلم ينكر ذلك على صيغة المجهول مع طي ذكر الفاعل ، وهاهنا على صيغة المعلوم ، والفاعل هو قوله : أحد ، وقد ذكرنا مباحث هذا الحديث هناك مستوفاة .

التالي السابق


الخدمات العلمية