صفحة جزء
ديارا من دور ، ولكنه فيعال من الدوران ، كما قرأ عمر الحي القيام ، وهي من قمت ، وقال غيره : ديارا أحدا .


أشار به إلى قوله تعالى : رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا واشتقاقه من دور ، ووزنه فيعال ; لأن أصله ديوار فأبدلت الواو ياء وأدغمت الياء في الياء ، ولا يقال : وزنه فعال ; لأنه لو قيل : دوار كان يقال : فعال . قوله : كما قرأ عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه الحي القيام ، ذكر هذا نظيرا للديار ; لأن أصله قوام فلا يقال : وزنه فعال ، بل يقال : فيعال كما في الديار ، وأخرج ابن أبي داود في المصاحف من طرق عن عمر رضي الله تعالى عنه أنه قرأها كذلك ، وذكر عن ابن مسعود أيضا قوله ، وقال غيره : هذا يقتضي تقدم أحد سقط من بعض النقلة وإلا لا يستقيم المعنى على ما لا يخفى ونسب إلى هذا الغير أن ديارا يأتي بمعنى أحد ، والمعنى لا تذر على الأرض من الكافرين أحدا ، وقد أشار الثعلبي إلى هذا المعنى حيث قال : ديارا أحدا يدور في الأرض ، فيذهب ويجيء ، وكذلك ذكره النسفي في ( تفسيره ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية