صفحة جزء
477 148 - حدثنا آدم ، قال : حدثنا شعبة ، قال : حدثنا عون بن أبي جحيفة ، قال : سمعت أبي ، قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهاجرة فأتي بوضوء فتوضأ ، فصلى بنا الظهر والعصر ، وبين يديه عنزة ، والمرأة ، والحمار يمرون من ورائها .
مطابقته للترجمة ظاهرة ، وقد تقدم حديث أبي جحيفة وهب بن عبد الله السوائي في الباب الذي بينه وبين هذا بابان ، وهناك رواه عن أبي الوليد عن شعبة ، وهاهنا عن آدم بن أبي إياس ، عن شعبة . قوله : ( بالهاجرة ) ، وهي اشتداد الحر عند الظهيرة . قوله : ( فأتي ) على صيغة المجهول . قوله : ( بوضوء ) بفتح الواو ، وهو الماء الذي يتوضأ به . قوله : ( وبين يديه عنزة ) جملة حالية قيل : فيه تكرار ؛ لأن العنزة هي الحربة ، ورد بأن الحربة غير العنزة ؛ لأن الحربة هي الرمح العريض النصل كما ذكرنا عن قريب ، والعنزة مثل نصف الرمح . قوله : ( يمرون ) كان القياس في ذلك أن يقال : يمران بلفظ التثنية ؛ لأن المذكور تثنية ، وهي المرأة ، والحمار ، ووجهوا هذا بوجوه ، فقال بعضهم : كأنه أراد الجنس ، ويؤيده رواية ( والناس ، والدواب يمرون ) ، ( قلت ) : هذا ليس بشيء ؛ لأنه إذا أريد الجنس يراد به جنس المرأة وجنس الحمار ، فيكون تثنية ، فلا يطابق الكلام ، فقال هذا القائل أيضا : والظاهر أن الذي وقع هنا من تصرف الرواة ، وهذا أيضا ليس بشيء ؛ لأن فيه نسبتهم إلى ذكر ما يخالف القواعد ، وقال ابن مالك : أرادوا المرأة والحمار وراكبه ، فحذف الراكب لدلالة الحمار عليه ، ثم غلب عليه تذكير الراكب المفهوم على تأنيث المرأة ، وذو العقل على الحمار ، فقال : يمرون ، ( قلت ) : هذا فيه تعسف وبعد ، وقال ابن التين : فيه إطلاق اسم الجمع على التثنية ، وهذا أوجه من غيره ؛ لأن مثل هذا وقع في الكلام الفصيح . قوله : ( من ورائها ) ، أي : من وراء العنزة .

التالي السابق


الخدمات العلمية