صفحة جزء
وقال قتيبة : حدثنا حماد ، عن يحيى بن عتيق ، عن الحسن ، قال : اكتب في المصحف في أول الإمام بسم الله الرحمن الرحيم ، واجعل بين السورتين خطا .


مطابقته للترجمة التي هي قوله : " اقرأ باسم ربك " في قراءة بسم الله الرحمن الرحيم ، لكن في أول سورة الفاتحة فقط ، أو في أول كل سورة من القرآن فيه خلاف مشهور بين العلماء ، فمذهب الحسن البصري هو ما ذكره البخاري بقوله : قال قتيبة ، وذلك بطريق المذاكرة ، وقتيبة هو ابن سعيد يروي عن حماد بن زيد ، عن يحيى بن عتيق ضد الجديد الطفاوي بضم الطاء المهملة ، وبالفاء والواو عن الحسن البصري ، وليس ليحيى هذا في البخاري إلا هذا الموضع ، وهو ثقة بصري من طبقة أيوب ومات قبله . قوله : " في أول الإمام " ، أي أول القرآن ، أي اكتب في أول القرآن الذي هو الفاتحة بسم الله الرحمن الرحيم فقط ، ثم اجعل بين كل سورتين خطا ، أي علامة فاصلة بينهما ، وهذا مذهب حمزة من القراء السبعة ، وقال الداودي : إن أراد خطا فقط بغير البسملة ، فليس بصواب لاتفاق الصحابة على كتابة البسملة بين كل سورتين ، إلا براءة ، وإن أراد بالإمام إمام كل سورة فيجعل الخط مع البسملة فحسن ، ورد عليه بأن مذهب الحسن أن البسملة تكتب في أول الفاتحة فقط ، ويكتفى في الباقية بين كل سورتين بالعلامة ، فإذا كان هذا مذهبه كيف يقول الداودي : إن أراد خطا بغير البسملة ، فليس بصواب ، وإن أراد بالإمام بكسر الهمزة الذي هو الفاتحة فكيف يقول : وإن أراد بالإمام أمام كل سورة بفتح الهمزة ، يعني : فكيف يصح ذكر الإمام بالكسر ، ويراد به الأمام بالفتح ، وقال السهيلي : هذا المذكور عن مصحف الحسن شذوذ ، قال : وهي على هذا من القرآن إذ لا يكتب في المصحف ما ليس بقرآن ، وليس يلزم قول الشافعي : إنها آية من كل سورة ولا أنها آية من الفاتحة ، بل يقول : إنها آية من كتاب الله تعالى مقترنة مع السورة ، وهو قول أبي حنيفة وداود ، وهو قول بين القوة لمن أنصف ، وقال صاحب ( التوضيح ) : لا نسلم له ذلك ، بل من تأمل الأدلة ظهر له أنها من الفاتحة ، ومن كل سورة ، " قلت " : مجرد المنع بغير إقامة البرهان ممنوع ، وما قاله بالعكس ، بل من تأمل الأدلة ظهر له أنها ليست من الفاتحة ، ولا من أول كل سورة بل هي آية مستقلة أنزلت للفصل بين السورتين ، ولهذا استدل ابن القصار المالكي على أن بسم الله الرحمن الرحيم ليست بقرآن في أوائل السور من قوله : اقرأ باسم ربك " لم تذكر البسملة .

التالي السابق


الخدمات العلمية