صفحة جزء
4680 460 - حدثنا آدم ، حدثنا شيبان ، حدثنا قتادة ، عن أنس رضي الله عنه قال : لما عرج بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء قال : أتيت على نهر حافتاه قباب اللؤلؤ مجوفا ، فقلت : ما هذا يا جبريل ؟ قال : هذا الكوثر .


مطابقته للترجمة ظاهرة ، وآدم هو ابن أبي إياس ، وشيبان هو ابن عبد الرحمن أبو معاوية النحوي .

والحديث أخرجه مسلم .

قوله : " حافتاه " أي : جانباه تثنية حافة بالحاء المهملة والفاء ، قوله : " الكوثر " على وزن فوعل من الكثرة ، والعرب تسمي كل شيء كثير في العدد أو في القدر والخطر كوثرا واختلف فيه ، والجمهور على أنه الحوض ، وقال ابن الجوزي : وقيل الكوثر حوض النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال عياض : أحاديث الحوض صحيحة ، والإيمان به فرض ، والتصديق به من الإيمان وهو على ظاهره عند أهل السنة والجماعة لا يتأول ولا يختلف ، وحديثه متواتر النقل ، رواه خلائق من الصحابة ، وحديث عائشة المذكور هنا : الكوثر نهر ، على ما يجيء عن قريب ، وعن ابن عمر قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " الكوثر نهر في الجنة حافتاه من الذهب ، ومجراه من الدر والياقوت ، وتربته أطيب من المسك ، وماؤه أحلى من العسل وأشد بياضا من الثلج " وروى البيهقي من حديث عبد الله بن أبي نجيح ، قالت عائشة : ليس أحد يدخل إصبعيه في أذنيه إلا سمع خرير الكوثر ، وعن عكرمة : الكوثر النبوة والقرآن والإسلام ، وعن مجاهد : الخير كله ، وقيل : نور في قلبه صلى الله عليه وسلم دله على الحق وقطعه عمن سواه ، وقيل : الشفاعة ، وقيل : المعجزات ، وقيل : قول لا إله إلا الله محمد رسول الله ، وقيل : الفقه في الدين ، وقيل : الصلوات الخمس ، وقيل : فيه أقوال أخرى كثيرة .

التالي السابق


الخدمات العلمية