صفحة جزء
4737 [ ص: 42 ] 44 - حدثنا أبو اليمان ، أخبرنا شعيب ، عن الزهري قال : حدثني سالم بن عبد الله أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لا حسد إلا على اثنتين : رجل آتاه الله الكتاب وقام به آناء الليل ، ورجل أعطاه الله مالا فهو يتصدق به آناء الليل وآناء النهار .


مطابقته للترجمة في قوله : " لا حسد إلا على اثنتين " فإن المراد بالحسد هنا الحسد الخاص وهو الغبطة ، تدل عليه الترجمة .

وأبو اليمان الحكم بن نافع ، والحديث من أفراده .

قوله : " لا حسد " أي : لا رخصة في الحسد إلا في خصلتين ، قيل الحسد قد يكون في غيرهما فما معنى الحصر ، وأجيب بأن المقصود لا حسد جائز في شيء من الأشياء إلا فيهما ، وقيل : أريد بالحسد شدة الحرص والترغيب ، قوله : " إلا على اثنتين " وفي حديث ابن مسعود المتقدم في كتاب العلم إلا في اثنتين ، وكذا في حديث أبي هريرة الآتي ، وكلمة على تأتي بمعنى في كما في قوله تعالى : ودخل المدينة على حين غفلة واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان أي : في ملكه ، قوله : " آناء الليل " الآناء جمع إنى مثل معى ، قاله الأخفش ، وقيل : إني وإنو يقال مضى إنيان من الليل وإنوان ، وآناء الليل ساعاته ، ولم يذكر فيه النهار ، وفي مستخرج أبي نعيم من طريق أبي بكر بن زنجويه عن أبي اليمان شيخ البخاري فيه آناء الليل وآناء النهار ، وكذا أخرجه الإسماعيلي من طريق إسحاق بن يسار عن أبي اليمان ، وكذا هو عند مسلم من وجه آخر عن الزهري ، والمراد بالقيام بالكتاب العمل به .

التالي السابق


الخدمات العلمية