صفحة جزء
وقول الله تعالى : سنقرئك فلا تنسى إلا ما شاء الله


" وقول الله " عطف على قوله : " نسيان القرآن " أي : وفي قول الله عز وجل سنقرئك من الإقراء ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجل بالقراءة إذا لقيه جبريل عليه الصلاة والسلام ، فقيل : لا تعجل ; لأن جبريل مأمور بأن يقرأه عليك قراءة مكررة إلى أن تحفظه فلا تنساه إلا ما شاء الله لم يذكر بعد النسيان ، وكلمة لا للنفي ، وكان البخاري صار إليه ، وأن الله أقرأه إياه وأخبره أنه لا ينساه ، وقيل : " لا " للنهي ، وزيدت الألف للفاصلة كقولك السبيلا ، يعني فلا تترك قراءته وتكريره فتنساه إلا ما شاء الله أن ينسيكه يرفع تلاوته للمصلحة ، وقال الفراء : الاستثناء للتبرك ، وليس هناك شيء استثني ، وعن الحسن وقتادة : إلا ما شاء الله أي : قضى أن ترفع تلاوته ، وعن ابن عباس : إلا ما أراد الله أن ينسيكه لتنس ، وقيل : معناه لا تترك العمل به إلا ما أراد الله أن ينسخه فتترك العمل به ، والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية