صفحة جزء
4791 وقالت أم حبيبة : قال النبي صلى الله عليه وسلم : لا تعرضن علي بناتكن ولا أخواتكن


مطابقته للترجمة في قوله : بناتكن ; لأنه خطاب أزواجه ونهاهن أن يعرضن عليه ربائبه لحرمتهن وهن ثيبات قطعا وهو تحقيق أنه صلى الله عليه وسلم تزوج الثيب ذات البنت ، وقال بعضهم : استنبط المصنف الترجمة من قوله : بناتكن ; لأنه خاطب بذلك نساءه فاقتضى أن لهن بنات من غيره فيستلزم أنهن ثيبات ، انتهى . قلت : سبحان الله ما أبعد هذا الكلام عن المقصود والمقصود إثبات المطابقة للترجمة وليس فيما قاله وجه المطابقة ; لأن الذي قاله إن لنسائه بنات من غيره وأنه يستلزم أنهن ثيبات ، والترجمة في تزويج الثيبات لا في بيان أن لهن بنات فمن أين يفهم من قوله هذا ، وقد أخذ كلام الناس وأفسده ولا يخفى ذلك على المتأمل .

وأما تعليق أم حبيبة أم المؤمنين رملة بنت أبي سفيان الأموي فإن البخاري أسنده عن الحكم بن نافع ، عن شعيب ، عن الزهري ، عن عروة ، عن زينب بنت أبي سلمة ، عن أم حبيبة وسيأتي بعد عشرة أبواب إن شاء الله تعالى .

قوله : " لا تعرضن " قال ابن التين : ضبط بضم الضاد ولا أعلم له وجها ; لأنه إما خاطب النساء أو واحدة منهن فإن كان خطابه لجماعة النساء فصوابه تسكينها ; لأنه دخل عليه النون المشددة فيجتمع ثلاث نونات فيفصل بينهما بألف فيقال لا تعرضنان ولا تدخل النون الخفيفة في جماعة النساء ولا في تثنيتهن وإن كان خطابه لأم حبيبة خاصة فتكون الضاد مكسورة والنون مشددة أو نون خفيفة قلت : عند يونس تدخل النون الخفيفة في جماعة النساء وتثنيتهن كما عرف في موضعه .

التالي السابق


الخدمات العلمية