صفحة جزء
[ ص: 100 ] وقوله تعالى : حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعماتكم وخالاتكم وبنات الأخ وبنات الأخت الآية إلى قوله : إن الله كان عليما حكيما


وقوله : بالجر عطف على قوله : ما يحل ، وهكذا في رواية كريمة ، وفي رواية أبي ذر : حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم الآية ، إلى : عليما حكيما قوله : الآية ، وفي بعض النسخ : الآيتين ; لأن من قوله : حرمت إلى قوله : عليما حكيما آيتين الأولى من حرمت عليكم إلى قوله : إن الله كان غفورا رحيما والثانية من قوله : والمحصنات من النساء إلى قوله : إن الله كان عليما حكيما وقد بين الله تعالى هنا المحرمات من النساء ، وهن أربع عشرة امرأة سبع من نسب ، وسبع بسبب ، فالسبع التي من نسب هي قوله : حرمت عليكم أمهاتكم إلى قوله : وبنات الأخت

الأولى : الأمهات والمراد بها الوالدات ومن فوقهن من الجدات من قبل الأمهات ، والآباء .

الثانية : البنات والمراد بها بنات الأصلاب ، ومن أسفل منهن من بنات الأبناء والبنات وإن سفلن .

الثالثة : الأخوات والمراد الشقيقات وغيرهن من الآباء والأمهات .

الرابعة : العمات والمراد أخوات الآباء ، وأخوات الأجداد وإن علون .

الخامسة : الخالات وهي أخوات الأمهات الوالدات لآبائهن وأمهاتهن .

السادسة : بنات الأخ من الأب والأم أو من الأب أو من الأم وبنات بناتهن وإن سفلن .

السابعة : بنات الأخت كذلك من أي جهة كن وأولاد أولادهن وإن سفلن .

وأما السبع التي من جهة السبب فهي من قوله تعالى : وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم إلى آخر الآية ، والمراد الأم المرضعة ومن فوقها من أمهاتها وإن بعدن وقام ذلك مقام الوالدة ومقام أمهاتها .

والأخت من الرضاع التي أرضعتها أمك بلبان أبيك سواء أرضعتها معك أو مع ولد قبلك أو بعدك .

والأخت من الأب دون الأم وهي التي أرضعتها زوجة أبيك بلبان أبيك .

والأخت من الأم دون الأب وهي التي أرضعتها أمك بلبان رجل آخر .

وأم المرأة حرام عليه دخل بها أو لم يدخل بها وهو قول أكثر الفقهاء ، وقال علي ، وان عباس ، وابن الزبير ، ومجاهد وعكرمة : له أن يتزوج قبل الدخول بها .

والربيبة وهي بنت امرأة الرجل من غيره وإنما تحرم بالدخول بالأم ، ولا تحرم بمجرد العقد وذكر الحجر بطريق الأغلب لا على الشرط .

وحليلة الابن أي زوجته وإنما قال : من أصلابكم تحرزا عن زوجات المتبنى ، والجمع بين الأختين حرتين كانتا أو أمتين وطئتا في عقد واحد في حال الحياة ، وحكي عن داود أنه جوز ذلك بملك اليمين وقد مضى الكلام فيه ، عن قريب .

التالي السابق


الخدمات العلمية