صفحة جزء
4834 لقول الله تعالى : فلا تعضلوهن


وفي بعض النسخ لقول الله تعالى : وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فلا تعضلوهن وجه الاستدلال به أن الله تعالى نهى [ ص: 121 ] الأولياء ، " عن عضلهن " أي منعهن من التزويج فلو كان العقد إليهن لم يكن ممنوعات قلت : لا يتم الاستدلال به ; لأن ظاهر الكلام أن الخطاب للأزواج الذين يطلقون نساءهم ثم يعضلونها بعد انقضاء العدة تأثما ، ولحمية الجاهلية لا يتركونهن يتزوجن من شئن من الأزواج فإن قلت : هذه الآية نزلت في قصة معقل بن يسار على ما رواه البخاري على ما يأتي ، عن قريب ، ورواه أبو داود والترمذي والنسائي في الكبرى من رواية الحسن ، عن معقل بن يسار قال : ( كانت لي أخت تخطب فأمنعها ) الحديث ، وفيه فأنزل الله تعالى : فلا تعضلوهن فقال : من قال : لا نكاح إلا بولي أمر الله تعالى بترك عضلهن فدل ذلك أن إليهم عقد نكاحهن قلت : هذا الحديث روي من وجوه كثيرة مختلفة ، وكذلك ذكرت وجوه في سبب نزول هذه الآية فمنهم من قال الخطاب فيه للأولياء ، ومنهم من قال الخطاب للأزواج الذين طلقوا ومنهم من قال الخطاب لسائر الناس فعلى هذا لا يتم به الاستدلال على ما ذكرنا ، وأيضا يحتمل أن يكون عضل معقل بن يسار لأجل تزهيده وترغيبه أخته في المراجعة فتقف عند ذلك فأمر بترك ذلك ، وقال أبو بكر الجصاص بعد أن روى حديث معقل من رواية سماك ، عن ابن أخي معقل ، عن معقل بن يسار إن هذا الحديث غير ثابت على مذهب أهل النقل ; لأن في سنده رجلا مجهولا ، وأما حديث الحسن البصري فمرسل ، وأما الآية فالظاهر أنها خطاب للأزواج كما ذكرنا .

التالي السابق


الخدمات العلمية