صفحة جزء
4897 123 - حدثنا محمد بن بشار ، حدثنا ابن أبي عدي ، عن شعبة ، عن سليمان ، عن أبي حازم ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت أن تجيء لعنتها الملائكة حتى تصبح .


مطابقته للترجمة مثل ما ذكرنا في ترجمة الباب الذي قبله ، قوله : ( محمد بن بشار ) هو بندار ، وذكر أبو علي الجياني أنه وقع في بعض النسخ محمد بن سنان بكسر السين المهملة وتخفيف النون الأولى وهو غلط ، وابن عدي بفتح العين المهملة وكسر الدال المهملة ، وسليمان هو الأعمش ، وأبو حازم بالحاء المهملة وبالزاي هو سليمان الأشجعي مولى عزة الأشجعية .

والحديث قد مر في بدء الخلق ، فإنه أخرجه هناك عن مسدد عن أبي عوانة عن الأعمش إلى آخره .

قوله : ( إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه ) كناية عن الجماع ، قوله : ( فأبت ) أي امتنعت ، قوله : ( أن تجيء ) كلمة أن مصدرية أي عن المجيء ، قوله : ( حتى تصبح ) ظاهره اختصاص اللعن بما إذا وقع ذلك منها ليلا وليس ذلك بقيد وإنما ذكر ذلك ; لأن مظنة ذلك غالبا بالليل وإلا فهو عام في الليل والنهار ، ويوضح ذلك ويؤيده ما رواه مسلم من حديث يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة بلفظ : " والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشها فتأبى عليه إلا كان الذي في السماء ساخطا عليها حتى يرضى عنها " ، وما رواه ابن خزيمة وابن حبان من حديث جابر رفعه : " ثلاثة لا تقبل لهم صلاة ولا يصعد لهم إلى السماء حسنة : العبد الآبق حتى يرجع ، والسكران حتى يصحو ، والمرأة الساخط [ ص: 185 ] عليها زوجها حتى يرضى " ، فهذا الإطلاق يتناول الليل والنهار ، وروى ابن الجوزي في كتاب النساء من حديث محمد بن ربيعة حدثنا يحيى بن العلاء ، حدثنا العلاء بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، سمعت أبا هريرة قال : " لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المسوفة والمغلسة ، أما المسوفة فهي المرأة التي إذا أرادها زوجها قالت سوف ، والمغلسة - وفي لفظ المغسلة - هي التي إذا أرادها زوجها قالت إني حائض وليس بحائض " ، وروى ابن أبي شيبة من حديث ليث عن عبد الملك عن عطاء عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال : " جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله ما حق الزوج على المرأة ؟ قال : لا تمنعه نفسها وإن كانت على ظهر قتب " وروى الطبراني في كتاب العشرة من حديث يحيى بن العلاء بلفظ : " لا تمنعه نفسها وإن كانت على رأس تنور " ، ورواه ابن عدي ولفظه : على رأس تنور أو ظهر بيت ، ويحيى بن العلاء ضعيف ، وفي حديث الباب : إن الملائكة تدعو لأهل الطاعة إذا كانوا على طاعتهم ، وتدعو على أهل المعصية إذا كانوا في معصية .

وفيه جواز لعن العاصي المسلم إذا كان على سبيل الإرهاب عليه لئلا يواقع الفعل فإذا واقعه فإنما يدعى له بالتوبة والهدى .

التالي السابق


الخدمات العلمية