صفحة جزء
4934 161 - حدثنا قتيبة بن سعيد ، حدثنا ليث ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن أبي الخير ، عن عقبة بن عامر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : إياكم والدخول على النساء ! فقال رجل من الأنصار : يا رسول الله ، أفرأيت الحمو ؟ قال : الحمو الموت .


مطابقته للشطر الأول من الترجمة كما ذكرنا .

وليث هو ابن سعد ، ويزيد - من الزيادة - ابن أبي حبيب المصري ، واسم أبي حبيب سويد ، أعتقته امرأة مولاة لبني حسان بن عامر بن لؤي القرشي ، وأم يزيد مولاة لنجيب . وأبو الخير - ضد الشر - اسمه مرثد - بفتح الميم وسكون الراء وفتح الثاء المثلثة وبالدال المهملة - ابن عبد الله اليزني المصري ، وعقبة بن عامر الجهني رضي الله تعالى عنه .

والحديث أخرجه مسلم في الاستئذان عن قتيبة وغيره ، وأخرجه الترمذي في النكاح عن قتيبة به ، وأخرجه النسائي في عشرة النساء عن قتيبة - فهؤلاء الأربعة اشتركوا في إخراجه عن قتيبة ، ومسلم أخرجه عن غيره أيضا .

قوله ( عن قتيبة ) ، وفي رواية أبي نعيم " سمعت عقبة " .

قوله ( إياكم والدخول ) بالنصب على التحذير ، و ( إياكم ) مفعول بفعل مضمر تقديره : اتقوا أنفسكم أن تدخلوا على النساء . ويتضمن منع مجرد الدخول منع الخلوة بها بالطريق الأولى .

قوله ( أفرأيت الحمو ؟ ) بفتح الحاء المهملة وسكون الميم وبالواو ; يعني : أخبرني عن دخول الحمو ! فأجاب صلى الله عليه وسلم : الحمو الموت .

وقال الترمذي : يقال الحمو أب الزوج ، كأنه كره له أن يخلو بها . وفي رواية ابن وهب عند مسلم : سمعت الليث يقول : الحمو أخو الزوج وما أشبهه من أقارب الزوج ; ابن العم ونحوه . وقال النووي : المراد من الحمو في الحديث أقارب الزوج غير آبائه وأبنائه ; لأنهم محارم للزوجة يجوز لهم الخلوة بها ولا يوصفون بالموت . قال : وإنما المراد الأخ وابن الأخ والعم وابن العم وابن الأخت ونحوهم ممن يحل لها تزويجه لو لم تكن متزوجة ، وجرت العادة بالتساهل فيه فيخلو الأخ بامرأة أخيه فشبهه بالموت . وقال القاضي : الخلوة بالأحماء مؤدية إلى الهلاك في [ ص: 214 ] الدين . وقيل : معناه احذروا الحمو كما يحذر الموت ، فهذا في أب الزوج ! فكيف في غيره ؟ وقال ابن الأعرابي : هي كلمة تقولها العرب كما يقال الأسد الموت ; أي لقاؤه مثل الموت ، وكما يقال السلطان نار . ويقال : معناه فليمت ولا يفعل ذلك . وقال القرطبي : معناه أنه يفضي إلى موت الدين أو إلى موتها بطلاقها عند غيرة الزوج أو برجمها إن زنت معه .

وفي مجمع الغرائب : يحتمل أن يراد بالحديث أن المرأة إذا خلت فهي محل الآفة ، فلا يؤمن عليها أحد ، فليكن حموها الموت أي لا يجوز أن يدخل عليها أحد إلا الموت ، كما قال الآخر : والقبر صهر ضامن . وهذا متجه لائق بكمال الغيرة والحمية ، والحمو مفرد الأحماء ، قال الأصمعي : الأحماء من قبل الزوج والأختان من قبل المرأة ، والأصهار يجمع الفريقين . وفي الإفصاح لابن بزي عن الأصمعي : الأحماء من قبل المرأة . وقال القرطبي : جاء الحمو هنا مهموزا ، والمهموز أحد لغاته ، ويقال فيه حمو بواو مضمومة متحركة كدلو ، وحمى مقصور كعصا . قال : والأشهر فيه أنه من الأسماء الستة المعتلة المضافة التي تعرب في حال إضافتها إلى غير ياء المتكلم بالواو رفعا وبالألف نصبا وبالياء خفضا ، ويكون على قول الأصمعي إنه مهموز مثل كمء ، وإعرابه بالحركات كسائر الأسماء الصحيحة ، ومن قصره لا يدخله سوى التنوين في الرفع والنصب والجر إذا لم يضف ، وحكى عياض : هذا حمؤك - بإسكان الميم وهمزة مرفوعة ، وحم كأب .

التالي السابق


الخدمات العلمية