صفحة جزء
4965 13 - حدثني الحسن بن الصباح ، سمع الربيع بن نافع ، حدثنا معاوية ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن يعلى بن حكيم ، عن سعيد بن جبير أنه أخبره أنه سمع ابن عباس يقول : إذا حرم امرأته ليس بشيء . وقال : لكم في رسول الله أسوة حسنة .


مطابقته للترجمة ظاهرة ، والحسن بن الصباح - بتشديد الباء الموحدة - البزار - بالراء في آخره - الواسطي ، ونزل بغداد ، وثقه الجمهور ولينه النسائي قليلا ، وأخرج عنه البخاري في غير موضع ولم يكثر ، مات يوم الاثنين لثمان بقين من ربيع الآخر سنة تسع وأربعين ومائتين ، وللبخاري شيخ آخر يقال له الحسن بن الصباح الزعفراني ، لكن إذا وقع هكذا يكون منسوبا لجده فهو الحسن بن محمد بن الصباح وهو الذي روى عنه في الحديث الثاني من هذا الباب ، وله أيضا في الرواة عن شيوخه ومن في طبقتهم محمد بن الصباح الدولابي ، أخرج عنه في الصلاة والبيوع وغيرهما ، وليس هو أخا للحسن بن الصباح ، وفيهم أيضا محمد بن الصباح الجرجر ، أخرج عنه أبو داود وابن ماجه وهو غير الدولابي ، وعبد الله بن الصباح أخرج عنه البخاري في البيوع وغيره ، [ ص: 242 ] وليس أحد من هؤلاء أخا للآخر .

والربيع بن نافع الحلبي أبو ثوبة سكن طرسوس ، ومعاوية هو ابن سلام - بتشديد اللام ، ويحيى ويعلى وسعيد كلهم من التابعين روى بعضهم عن بعض .

والحديث مر في أول سورة التحريم عن معاذ بن فضالة .

قوله ( إذا حرم امرأته ) ; أي إذا حرم رجل امرأته بأن قال أنت علي حرام .

قوله ( ليس بشيء ) ; يعني هذا القول ليس بشيء ، يعني لا يترتب عليه الحكم ، وهذا هكذا في رواية الكشميهني ، وفي رواية غيره " ليست بشيء " ; أي هذه الكلمة والمقالة ليست بشيء .

قوله ( وقال : لكم في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسوة حسنة ) ، وقال ابن الأثير : الأسوة القدوة ، والمواساة المشاركة . وفي المغرب : الأسوة اسم ، من ائتسى به إذا اقتدى به واتبعه . وأشار به ابن عباس مستدلا على ما ذهب إليه إلى قصة التحريم ، وبينا ذلك في سورة التحريم .

التالي السابق


الخدمات العلمية