صفحة جزء
5019 باب قول الله تعالى : ولا يحل لهن أن يكتمن ما خلق الله في أرحامهن من الحيض والحمل .


أي : هذا باب في قوله تعالى : ولا يحل لهن أي : للنساء أن يكتمن أي : يخفين ما خلق الله في أرحامهن من الحيض والحمل ، كذا وقع في رواية الأكثرين .

قوله : " من الحيض والحمل " وهو تفسير لما قبله وليس من الآية ، وكذا فسره ابن عباس وابن عمر ومجاهد والشعبي والحكم بن عتيبة والربيع بن أنس والضحاك وغير واحد .

قوله : " والحمل " بالميم ويروى بالباء الموحدة ، وقال الزمخشري : ما خلق الله في أرحامهن من الولد أو من دم الحيض ، وذلك إذا أرادت المرأة فراق زوجها فكتمت حملها لئلا تنتظر لطلاقها أن تضع ، ولئلا تشفق على الولد فيترك أو كتمت حيضها فقالت وهي حائض : قد طهرت استعجالا للطلاق . انتهى .

وفصل أبو ذر بين قوله : في أرحامهن وبين قوله : " من الحيض والحمل " بدائرة إشارة إلى أنه أريد به التفسير لا أنها قراءة ، وليس في رواية النسفي لفظة " من " في قوله : " من الحيض " والمقصود من الآية أن أمر العدة لما دار على الحيض والطهر والاطلاع على ذلك يقع من جهة النساء غالبا جعلت المرأة مؤتمنة على ذلك ، وقال أبي بن كعب : إن من الأمانة أن المرأة اؤتمنت على فرجها ، وقال إسماعيل : هذه الآية تدل على أن المرأة المعتدة مؤتمنة على رحمها من الحيض والحمل ، فإن قالت : قد حضت كانت مصدقة ، وإن قالت : قد ولدت كانت مصدقة إلا أن تأتي من ذلك ما يعرف من كذبها فيه ، وكذلك كل مؤتمن فالقول قوله .

التالي السابق


الخدمات العلمية