صفحة جزء
5064 (باب من تتبع حوالي القصعة مع صاحبه إذا لم يعرف منه كراهية)


أي هذا باب في بيان جواز من تتبع حوالي القصعة، أي: جوانبها، وهو بفتح اللام يقال: رأيت الناس حوله وحوليه وحواليه، واللام مفتوحة في الكل، ولا يجوز كسرها.

قوله: "إذا لم يعرف منه" أي: من الذي يتتبع حوالي القصعة، أراد أن التتبع المذكور إنما لا يكره إذا لم يعرف منه كراهية.

فإن قلت: هذا يخالف الحديث الذي قبله في الأمر بالأكل مما يليه.

قلت: حمل البخاري هنا الجواز على ما إذا علم رضا من يأكل معه، وقال بعضهم: رمز البخاري بذلك إلى تضعيف حديث عكراش الذي أخرجه [ ص: 31 ] الترمذي قال: حدثنا محمد بن بشار، حدثنا العلاء بن فضل بن عبد الملك بن أبي سرية أبو الهذيل، حدثنا عبيد الله بن عكراش، عن أبيه عكراش بن ذؤيب قال: بعثني بنو مرة بن عبيد بصدقات أموالهم إلى رسول الله - صلى الله تعالى عليه وآله وسلم - فقدمت المدينة فوجدته جالسا بين المهاجرين والأنصار، قال: ثم أخذ بيدي فانطلق بي إلى بيت أم سلمة، فقال: هل من طعام؟ فأتتنا بجفنة كثيرة الثريد والودك، فأقبلنا نأكل منها فخبطت بيدي في نواحيها وأكل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من بين يديه، فقبض بيده اليسرى على يدي اليمنى، ثم قال: يا عكراش كل من موضع واحد، ثم أتتنا بطبق فيه ألوان التمر أو الرطب، شك عبيد الله، فجعلت آكل من بين يدي وجالت يد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الطبق، قال: "يا عكراش كل من حيث شئت، فإنه غير لون واحد" الحديث.

ثم قال الترمذي : هذا حديث غريب، وقد تفرد العلاء بهذا الحديث، وقال ابن حبان: له صحبة، غير أني لست بمعتمد على إسناد خبره، وقال البخاري في التاريخ: روى عنه العلاء بن المفضل، ولا يثبت. وقال أبو حاتم: مجهول، وقال ابن حبان: منكر الحديث.

قلت: ليت شعري ما دليل هذا القائل على أن البخاري رمز هنا إلى تضعيف هذا الحديث؟!

التالي السابق


الخدمات العلمية