صفحة جزء
5066 8 - حدثنا إسماعيل قال: حدثني مالك، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة أنه سمع أنس بن مالك يقول: قال أبو طلحة لأم سليم: لقد سمعت صوت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضعيفا أعرف فيه الجوع، فهل عندك من شيء؟ فأخرجت أقراصا من شعير، ثم أخرجت [ ص: 32 ] خمارا لها فلفت الخبز ببعضه، ثم دسته تحت ثوبي وردتني ببعضه، ثم أرسلتني إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فذهبت به فوجدت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المسجد، ومعه الناس فقمت عليهم، فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: آرسلك أبو طلحة؟ فقلت: نعم، قال: بطعام؟ قال: فقلت: نعم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لمن معه: قوموا. فانطلق وانطلقت بين أيديهم حتى جئت أبا طلحة، فقال أبو طلحة: يا أم سليم قد جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالناس وليس عندنا من الطعام ما نطعمهم، فقالت: الله ورسوله أعلم، قال: فانطلق أبو طلحة حتى لقي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأقبل أبو طلحة ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى دخلا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: هلمي يا أم سليم ما عندك، فأتت بذلك الخبز فأمر به ففت، وعصرت عليه أم سليم عكة لها فأدمته، ثم قال فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما شاء الله أن يقول، ثم قال: ائذن لعشرة، فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا، ثم خرجوا، ثم قال: ائذن لعشرة، فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا، ثم خرجوا، ثم قال: ائذن لعشرة، فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا، ثم خرجوا، ثم أذن لعشرة، فأكل القوم كلهم وشبعوا، والقوم ثمانون رجلا.


مطابقته للترجمة ظاهرة. وإسماعيل هو ابن أبي أويس، والحديث مضى في علامات النبوة بطوله، وفي الصلاة مختصرا، عن عبد الله بن يوسف، ومضى الكلام فيه هناك، وأبو طلحة اسمه زيد الأنصاري النجاري، وأم سليم بضم السين اسمها سهلة أو الرميصاء زوجة أبي طلحة أم أنس.

قوله: "دست" من دسست الشيء في التراب إذا أخفيته فيه.

قوله: "وردتني" من التردية، أي: جعلته رداء لي، والعكة بالضم آنية السمن.

قوله: "وأدمته" من قولهم: أدم الخبز يأدمه بالكسر، وهو بالمد والقصر لغتان.

قوله: "ائذن" أي: بالدخول.

التالي السابق


الخدمات العلمية