صفحة جزء
5107 49 - حدثنا خلاد بن يحيى، حدثنا سفيان، عن عبد الرحمن بن عابس، عن أبيه قال: قلت لعائشة: أنهى النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يؤكل من لحوم الأضاحي فوق ثلاث؟ قالت: ما فعله إلا في عام جاع الناس فيه، فأراد أن يطعم الغني الفقير، وإن كنا لنرفع الكراع فنأكله بعد خمس عشرة، قيل: ما اضطركم إليه؟ فضحكت; قالت: ما شبع آل محمد - صلى الله عليه وسلم - من خبز بر مأدوم ثلاثة أيام حتى لحق بالله.


مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله: "وإن كنا لنرفع الكراع فنأكله بعد خمس عشرة" وقال بعضهم: ليس في شيء من أحاديث الباب للطعام ذكر، وإنما يؤخذ منها بطريق الإلحاق.

قلت: هذا تصرف عجيب، أليس قوله: "لنرفع الكراع" يطلق عليه الطعام، وليس المراد من قوله في الترجمة "من الطعام" وجود لفظ الطعام صريحا، وإنما المراد كل شيء يطعم ويؤكل يطلق عليه الطعام.

وخلاد بن يحيى -بفتح الخاء المعجمة وتشديد اللام- أبو محمد السلمي الكوفي سكن مكة، ومات بها سنة ثلاث عشرة ومائتين، وهو من أفراده، وسفيان هو الثوري، وعبد الرحمن بن عابس، يروي عن أبيه عابس -بالعين المهملة وبالباء الموحدة المكسورة والسين المهملة- ابن ربيعة النخعي الكوفي التابعي الكبير.

والحديث أخرجه البخاري أيضا في الأيمان والنذور، عن محمد بن يوسف، وأخرجه مسلم في أواخر الكتاب، عن أبي بكر بن أبي شيبة، وأخرجه الترمذي في الأضاحي عن قتيبة، وأخرجه النسائي فيه عن يعقوب بن إبراهيم، وأخرجه ابن ماجه فيه عن أبي بكر بن أبي شيبة، وفي الأطعمة عن محمد بن يحيى الذهلي.

قوله: "أنهى" استفهام على سبيل الاستخبار.

قوله: "فوق ثلاث" أي: ثلاثة أيام.

قوله: "قالت ما فعله إلا في عام جاع الناس فيه" أرادت عائشة بذلك أن النهي عن ادخار لحوم الأضاحي بعد الثلاث نسخ، وأن سبب النهي كان خاصا بذلك العام؛ للعلة التي ذكرتها.

قوله: "الغني" مرفوع; لأنه فاعل يطعم من الإطعام، "والفقير" منصوب على أنه مفعوله.

قوله: "وإن كنا" كلمة إن [ ص: 57 ] مخففة من الثقيلة، والكراع في الغنم مستدق الساق.

قوله: "بعد خمس عشرة" أي: ليلة.

قوله: "ما اضطركم إليه" أي: ما ألجأكم إلى تأخير هذه المدة.

قوله: "فضحكت" أي: عائشة، وضحكها كان للتعجب من سؤال عابس عن ذلك، مع علمه أنهم كانوا في التقليل وضيق العيش، وبينت عائشة ذلك بقولها: ما شبع آل محمد... إلخ.

قوله: "مأدوم" أي: مأكول بالإدام.

قوله: "ثلاثة أيام" أي: متواليات.

التالي السابق


الخدمات العلمية