صفحة جزء
5195 46 - حدثنا أحمد بن يعقوب، أخبرنا إسحاق بن سعيد بن عمرو، عن أبيه أنه سمعه يحدث عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه دخل على يحيى بن سعيد وغلام من بني يحيى رابط دجاجة يرميها، فمشى إليها ابن عمر حتى حلها، ثم أقبل بها وبالغلام معه فقال: ازجروا غلامكم عن أن يصبر هذا الطير للقتل فإني سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى أن تصبر بهيمة أو غيرها للقتل.


[ ص: 125 ] مطابقته للترجمة ظاهرة، وأحمد بن يعقوب المسعودي الكوفي، وإسحاق بن سعيد يروي عن أبيه سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص الأموي وهو أخو عمرو المعروف بالأشدق، وسعيد هذا يروي عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما. والحديث من أفراده.

قوله: "وغلام من بني يحيى" يعني ابن سعيد المذكور، وكان ليحيى أولاد ذكور; وهم: عثمان، وعنبسة، وأبان، وإسماعيل، وسعيد، ومحمد، وهشام، وعمرو، وكان يحيى بن سعيد قد ولي إمرة المدينة مرة، وكذلك أخوه عمرو.

قوله: "حتى حلها" بتشديد اللام، هكذا في رواية الكشميهني، وفي رواية السرخسي والمستملي: "حملها" من الحملان، ووقع في رواية الإسماعيلي وأبي نعيم في (المستخرج): فحل الدجاجة، انتهى.

قوله: "غلامكم" وفي رواية الكشميهني: "غلمانكم".

قوله: "عن أن يصبر" وفي رواية الكشميهني: "أن يصبروا".

قوله: "هذا الطير" قال الكرماني: هذا على لغة قليلة في إطلاق الطير على الواحد وإلا فالمشهور أن الواحد يقال له الطائر والجمع الطير.

وقال بعضهم: وهو هنا محتمل لإرادة الجمع، بل الأولى أنه لإرادة الجنس، قلت: هذا غير موجه؛ لأنه أشار بقوله "هذا الطير" إلى قوله: "دجاجة" وهي واحدة، فكيف يحتمل إرادة الجمع؟ ودعواه الأولوية لإرادة الجنس أبعد من الأول؛ لأن الإشارة إليها تنافي ذلك على ما لا يخفى.

قوله: "أو غيرها" فلفظة "أو" هنا للتنويع لا للشك، فيتناول الطيور والبهائم.

التالي السابق


الخدمات العلمية