صفحة جزء
5236 [ ص: 153 ] وقال عاصم، وداود، عن الشعبي: عندي عناق لبن.


أي قال عاصم بن سليمان الأحول، وداود بن أبي هند، عن عامر الشعبي في روايته، عن البراء: عناق لبن. العناق -بفتح العين المهملة، وتخفيف النون- الأنثى من ولد المعز، وقال ابن بطال: العناق من المعز ابن خمسة أشهر أو نحوها، وقال الكرماني: العناق من أولاد المعز ذات سنة أو قريب منها، وأضيف إلى اللبن إشارة إلى صغرها، قريبة من الرضاع، وقال الداودي: العناق هي التي استحقت أن تحمل، وإنها تطلق على الذكر والأنثى، وإنه بين بقوله "لبن" أنها أنثى، وقال ابن التين: غلط في نقل اللغة، وفي تأويل الحديث، فإن معنى "عناق لبن" أنها صغيرة ترضع أمها، أما تعليق عاصم فقد وصله مسلم، حدثني أحمد بن سعيد بن صخر الدارمي، حدثنا أبو النعمان عارم بن الفضل، حدثنا عبد الواحد، يعنى ابن زياد، حدثنا عاصم الأحول، عن الشعبي، عن البراء بن عازب قال: حدثنا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم في يوم النحر، وقال: لا يضحين أحد حتى يصلي، قال رجل: عندي عناق لبن هي خير من شاتي لحم، قال: فضح بها ولا تجزي جذعة عن أحد بعدك.

وأما تعليق داود فقد وصله مسلم أيضا، حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا ابن أبي عدي، عن داود، عن الشعبي، عن البراء بن عازب قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم النحر، فقال: لا يذبحن أحد حتى يصلي، فقال خالي: "يا رسول الله، إن هذا يوم النحر فيه مكروه، وإني عجلت نسيكتي لأطعم أهلي وجيراني وأهل داري، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أعد نسكا، فقال: يا رسول الله إن عندي عناق لبن هي خير من شاتي لحم، فقال: هي خير نسيكتك، ولا تجزي جذعة عن أحد بعدك".

التالي السابق


الخدمات العلمية