صفحة جزء
5281 وقول الله تعالى: من بين فرث ودم لبنا خالصا سائغا للشاربين


وقول الله بالجر عطفا على قوله (شرب اللبن) ووقع في معظم النسخ: "يخرج من بين فرث ودم" هذا المقدار، وزاد في رواية أبي ذر: لبنا خالصا وفي رواية غيره وقع تمام الآية، وقوله "يخرج" ليس في القرآن، والذي في القرآن نسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودم ولفظ "يخرج" في آية أخرى من السورة يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه والظاهر أن زيادة لفظ "يخرج" هنا ليست من البخاري، بل هي ممن دونه، وبدون لفظ "يخرج" جرى الإسماعيلي، وابن بطال، وغيرهما.

وهذه الآية صريحة في إحلال شرب ألبان الأنعام بجميع أنواعها لوقوع الامتنان به، والفرث ما يجتمع في الكرش، وقال القزاز: هو ما ألقي من الكرش، يقال: فرثت الشيء إذا أخرجته من وعائه، وبعد خروجه يقال له السرجين وزبل، وأخرج عن ابن عباس أن الدابة إذا أكلت العلف واستقل في كرشها، فكان أسفله فرثا، وأوسطه لبنا، وأعلاه دما، والكبد مسلطة عليه، فتقسم الدم وتجريه في العروق، وتجري اللبن في الضرع، ويبقى الفرث في الكرش وحده.

قوله: (خالصا) أي: من حمرة الدم وقذارة الفرث.

قوله: (سائغا) أي: لذيذا هنيئا لا يغص به شارب.

التالي السابق


الخدمات العلمية