صفحة جزء
5317 وقول الله تعالى: من يعمل سوءا يجز به


وقول الله بالجر عطفا على قوله: ما جاء لأنه مجرور محلا بالإضافة. قال الكرماني: وجه مناسبة الآية بالكتاب هو أن الآية أعم من يوم القيامة، فيتناول الجزاء في الدنيا بأن يكون مرضه عقوبة لتلك المعصية، فيغفر له بسبب ذلك المرض، وقيل: الحاصل أن المرض كما جاز أن يكون مكفرا للخطايا كذلك يكون جزاء لها. وقال ابن بطال: ذهب أكثر أهل التأويل إلى أن معنى الآية أن المسلم يجازى على خطاياه في الدنيا بالمصائب التي تقع له فيها، فتكون كفارة لها، وقال الليث عن علي رضي الله تعالى عنه قال: لما نزل قوله تعالى: من يعمل سوءا يجز به خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: لقد أنزلت علي آية هي خير لأمتي من الدنيا وما فيها، ثم قرأها، ثم قال: إن العبد إذا أذنب ذنبا فتصيبه شدة أو بلاء في الدنيا، فإن الله تعالى أكرم من أن يعذبه ثانيا.

التالي السابق


الخدمات العلمية