صفحة جزء
5374 21 - حدثني محمد بن بشار، حدثنا ابن أبي عدي، عن هشام، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: احتجم النبي صلى الله عليه وسلم في رأسه وهو محرم من وجع كان به بماء يقال له لحيي جمل. وقال محمد بن سواء: أخبرنا هشام، عن عكرمة، عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم وهو محرم في رأسه من شقيقة كانت به.


[ ص: 243 ] مطابقته للجزء الأول للترجمة ظاهرة، ومحمد بن بشار بفتح الباء الموحدة وتشديد الشين المعجمة، وابن أبي عدي محمد، واسم أبي عدي إبراهيم البصري، وهشام هو ابن حسان.

والحديث أخرجه أبو داود في الحج عن عثمان، ولفظه "احتجم وهو محرم في رأسه من داء كان به" وأخرجه النسائي في الطب عن أبي داود.

قوله: "من وجع كان به" والوجع هو المفسر في الرواية الثانية وهو قوله: "من شقيقة كانت به".

قوله: "بماء" أي: في ماء أي: في منزل فيه ماء يقال له "لحيي جمل".

قوله: "وقال محمد بن سواء" بالسين المهملة والمد ابن عنبر بالعين المهملة والنون والباء الموحدة السدوسي البصري، وما له في البخاري سوى حديث موصول مضى في المناقب وآخر يأتي في الأدب. وهذا التعليق وصله الإسماعيلي قال: حدثنا أبو يعلى، حدثنا محمد بن عبد الله الأزدي، حدثنا محمد بن سواء فذكره سواء، وكان صلى الله تعالى عليه وسلم يحتجم في أماكن مختلفة لاختلاف أسباب الحاجة إليها، وروي أن حجمه في هامته كان لوجع أصابه في رأسه من أكله الطعام المسموم بخيبر.

قوله: "من شقيقة" على وزن عظيمة قد ذكرنا معناها، وذكر أهل الطب أنها من الأمراض المزمنة، وسببها أبخرة مرتفعة أو أخلاط حارة أو باردة ترتفع إلى الدماغ، فإن لم يجد منفذا أحدث الصداع، فإن مال إلى أحد شقي الرأس أحدث الشقيقة، وإن ملك قمة الرأس أحدث داء البيضة، وقد أخرج أحمد من حديث بريدة أنه صلى الله عليه وسلم كان ربما أخذته الشقيقة فيمكث اليوم واليومين ولا يخرج.

التالي السابق


الخدمات العلمية