صفحة جزء
574 السامر من السمر والجمع السمار والسامر هاهنا في موضع الجمع


هذا هكذا وقع في رواية أبي ذر وحده، وقال بعضهم: استشكل ذلك لأنه لم يتقدم للسامر ذكر في الترجمة والذي يظهر لي أن المصنف أراد تفسير قوله تعالى: سامرا تهجرون وهو المشار إليه بقوله هاهنا أي في الآية، (قلت): لا إشكال في ذلك أصلا ودعوى ذلك من قصور الفهم والتعليل بقوله؛ لأنه لم يتقدم للسامر ذكر في الترجمة غير موجه ولا تحته طائل، وذلك لأنه لما ذكر لفظ السمر الذي هو إما اسم، وإما مصدر كما ذكرنا أشار إلى لفظ السامر مشتق من السمر، وهو المراد من قوله: ( السامر من السمر )، ثم أشار إلى أن لفظ السامر تارة يكون مفردا ويكون جمعه سمار بضم السين وتشديد الميم كطالب وطلاب، وكاتب وكتاب، وتارة يكون جمعا أشار إليه بقوله: (والسامر هاهنا) يعني في هذا الموضع الجمع، وذلك كالباقر والجامل للبقر والجمال يقال: سمر القوم وهم يسمرون بالليل أي: يتحدثون فهم سمار وسامر، وقول هذا القائل الذي يظهر لي إلى آخره أخذه من كلام الكرماني، وكلاهما تائه، ومتى ذكرت الآية هاهنا حتى يقول وهو المشار إليه بقوله هاهنا أي في الآية، وهذا كلام صادر من غير تفكر ولا بصيرة، والتحقيق ما ذكرناه الذي لم يطلع عليه شارح ولا من بفكره قارح.

التالي السابق


الخدمات العلمية