صفحة جزء
5452 7 - حدثنا آدم، حدثنا شعبة، حدثنا محمد بن زياد، قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال [ ص: 298 ] النبي أو قال أبو القاسم - صلى الله عليه وسلم -: بينما رجل يمشي في حلة تعجبه نفسه مرجل جمته; إذ خسف الله به، فهو يتجلجل إلى يوم القيامة.


مطابقته للترجمة ظاهرة; لأن المشي في حلة من إعجاب النفس معنى جر الثوب خيلاء.

والحديث أخرجه مسلم أيضا في اللباس، عن عبيد الله بن معاذ وغيره.

قوله: "قال النبي أو قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم" الشك من آدم شيخ البخاري.

قوله: "بينما" قد ذكرنا غير مرة أن أصل بينما بين فزيدت فيه ما ويضاف إلى جملة ويحتاج إلى خبر، وخبره هنا قوله: "إذ خسف الله به".

قوله: "رجل" قال الكرماني: هذا الرجل يحتمل أن يكون من هذه الأمة وسيقع بعد، وأن يكون من الأمم السالفة فيكون إخبارا عما وقع، وقيل: هو قارون، وقال السهيلي: إن اسمه هيزن من أعراب فارس، وجزم الكلاباذي والجوهري أنه قارون.

قوله: "يمشي في حلة" وفي رواية لمسلم: "بينما رجل يمشي قد أعجبته جمته وبرداه; إذ خسف به الأرض، فهو يتجلجل في الأرض حتى تقوم الساعة" وفي رواية له من حديث الأعرج، عن أبي هريرة ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "بينما رجل يتبختر يمشي في برديه قد أعجبته نفسه" الحديث، والحلة ثوبان، وقد ذكرناه عن قريب.

قوله: "مرجل" من الترجيل بالجيم وهو تسريح شعر الرأس.

قوله: "جمته" بضم الجيم وتشديد الميم مجتمع شعر الرأس، وهو أكبر من الوفرة، ويقال: هو الشعر الذي يتدلى من الرأس إلى المنكبين وإلى أكثر من ذلك، وأما الذي لا يتجاوز الأذنين فهو الوفرة.

قوله: "يتجلجل" من التجلجل بالجيمين وهو الحركة، والمعنى أنه يتحرك وينزل مضطربا، وحكى عياض أنه روي: "يتجلل" بجيم واحدة ولام ثقيلة بمعنى يتغطى، أي: تغطيه الأرض، وحكي أيضا "يتخلخل" بخاءين معجمتين، واستبعدها.

التالي السابق


الخدمات العلمية