صفحة جزء
5467 باب السراويل


أي: هذا باب يذكر فيه السراويل، وقال الجوهري: السراويل معروف، يذكر ويؤنث والجمع السراويلات، وقال سيبويه: سراويل واحدة، هي عجمية عربت، فأشبهت من كلامهم ما لا ينصرف في معرفة ولا نكرة، فهي مصروفة في النكرة، ومن النحويين من لا يصرفه أيضا في النكرة ويزعم أنه جمع سروال وسروالة، وقال شيخنا زين الدين رحمه الله تعالى: روينا من حديث أبي هريرة مرفوعا أن أول من لبس السراويل إبراهيم عليه السلام، رواه أبو نعيم الأصبهاني، وقيل: هذا هو السبب في كونه أول من يكسى يوم القيامة كما ثبت في الصحيحين من حديث ابن عباس، فلما كان أول من اتخذ هذا النوع من اللباس الذي هو أستر للعورة من سائر الملابس جوزي بأن يكون أول من يكسى يوم القيامة.

وفيه استحباب لبس السراويل، وقد روى الترمذي من حديث سويد بن قيس قال: "جلبت أنا ومخرفة العبدي بزا من هجر، فجاءنا النبي - صلى الله عليه وسلم - فساومنا بسراويل" الحديث، ورواه أبو يعلى في مسنده من حديث أبي هريرة مطولا، وفيه إخباره صلى الله تعالى [ ص: 307 ] عليه وسلم عن نفسه أنه يلبس السراويل، وروى الترمذي أيضا من حديث ابن مسعود - رضي الله تعالى عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: كان على موسى عليه السلام يوم كلمه ربه كساء صوف وكمة صوف وجبة صوف وسراويل صوف، وكانت نعلاه من جلد حمار ميت، والكمة القلنسوة الصغيرة.

التالي السابق


الخدمات العلمية