صفحة جزء
5555 110 - حدثنا معلى بن أسد، حدثنا وهيب، عن محمد بن سيرين قال: سألت أنسا: [ ص: 48 ] أخضب النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال: لم يبلغ الشيب إلا قليلا.


مطابقته للترجمة تؤخذ من معنى الحديث. ومعلى - بضم الميم; اسم مفعول من التعلية - ابن أسد العمي، أبو الهيثم البصري، ووهيب - مصغر وهب - ابن خالد، وأيوب هو السختياني.

والحديث أخرجه مسلم في فضائل النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - عن أبي بكر بن أبي شيبة، وغيره.

قوله: " أخضب" الهمزة فيه للاستفهام على سبيل الاستخبار.

قوله: " لم يبلغ الشيب"؛ أي: لم يبلغ النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - الشيب. وفي رواية مسلم بإسناد البخاري: " فقال له: لم ير من الشيب إلا قليلا" واختلف في القليل، فقيل: كان تسع عشرة شعرة بيضاء. وقيل: عشرون، وقال أبو القاسم في كتاب الشيب، عن أنس: خمس عشرة. وعند ابن سعد: سبع عشرة، أو ثمان عشرة. وفي حديث الهيثم بن دهر: " ثلاثون شعرة عددا" وفي حديث جابر بن سمرة رضي الله تعالى عنه: " ما كان في رأسه ولحيته من الشيب إلا شعرات في مفرق رأسه، إذا ادهن واراهن الدهن" وكل اتفق على أنه قد كان شيب، وقال أبو بكر، وأبو جحيفة: نراك يا رسول الله قد شبت، قال: وما لي لا أشيب؟ وقال أبو جحيفة: أكثرها في عنفقته، زاد غيره: " وصدغيه"، والعنفقة: الشعر الذي بين الشفة والذقن، وقال القاضي: اختلف في خضابه؛ فمنعه الأكثرون، منهم: أنس، وأثبته بعضهم؛ لحديث أم سلمة، وابن عمر أنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - يصبغ بالصفرة، وجمع بينهما بأن ذلك كان طيبا، فظنه من رآه صبغا.

التالي السابق


الخدمات العلمية