صفحة جزء
5663 [ ص: 106 ] 39 - حدثنا إسماعيل، حدثني مالك، عن سمي مولى أبي بكر، عن أبي صالح السمان، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: بينما رجل يمشي بطريق اشتد عليه العطش، فوجد بئرا فنزل فيها فشرب، ثم خرج فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش؛ فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ بي، فنزل البئر فملأ خفه، ثم أمسكه بفيه فسقى الكلب، فشكر الله له فغفر له، قالوا: يا رسول الله، وإن لنا في البهائم أجرا، فقال: في كل ذات كبد رطبة أجر.


مطابقة الجزء الثاني للترجمة ظاهرة.

وإسماعيل هو ابن أبي أويس، واسمه عبد الله، وسمي، بضم السين المهملة وفتح الميم وتشديد الياء آخر الحروف، مولى أبي بكر بن عبد الرحمن المخزومي. وأبو صالح ذكوان السمان الزيات.

والحديث مضى في الشرب في باب: فضل سقي الماء، فإنه أخرجه هناك عن عبد الله بن يوسف، عن مالك، ومضى أيضا في المظالم في باب الآبار على الطرق، عن عبد الله بن مسلم، عن مالك، ومضى الكلام فيه هناك.

قوله: " يلهث"؛ أي: يخرج لسانه من العطش. قوله: " الثرى" بفتح الثاء المثلثة؛ التراب. قوله: " فشكر الله له"؛ أي: جزاه الله فغفر له. قوله: " في كل ذات كبد"؛ أي: في إرواء كل حيوان أجر، والرطوبة كناية عن الحياة، وقيل: الكبد إذا ظمئت ترطبت، وكذا إذا ألقيت على النار. والكبد مؤنث سماعي، قيل: قد تقدم في آخر كتاب بدء الخلق أن امرأة هي التي فعلت هذه الفعلة، وأجيب بأنه لا منافاة لاحتمال وقوعهما وحصوله منهما جميعا.

التالي السابق


الخدمات العلمية