صفحة جزء
5664 40 - حدثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري، قال: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن: أن أبا هريرة رضي الله عنه قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة وقمنا معه، فقال أعرابي وهو في الصلاة: اللهم ارحمني ومحمدا ولا ترحم معنا أحدا، فلما سلم النبي صلى الله عليه وسلم قال للأعرابي: لقد حجرت واسعا، يريد رحمة الله.


مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله: " لقد حجرت واسعا" يعني ضيقت ما هو أوسع من ذلك، ورحمته وسعت كل شيء.

ورجال الإسناد بهذا الطريق قد مروا غير مرة. وأبو اليمان الحكم بن نافع. والحديث من أفراده.

قوله: " قال أعرابي"؛ قيل: هو الأعرابي الذي بال في المسجد وهو ذو الخويصرة اليماني، وقيل: الأقرع بن حابس، ويؤيد كون الأعرابي هو الذي بال في المسجد ما رواه ابن ماجه من وجه آخر عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: " دخل أعرابي المسجد فقال: اللهم اغفر لي ولمحمد ولا تغفر لأحد معنا، فقال النبي صلى الله تعالى عليه وسلم: لقد احتظرت واسعا، ثم تنحى الأعرابي فبال في ناحية المسجد.." الحديث. قوله: " لقد حجرت" من الحجر والتحجير، يقال: حجر القاضي عليه؛ إذا منعه من التصرف، يعني ضيقت واسعا وخصصت ما هو عام؛ إذ رحمته وسعت كل شيء، واتفقت الروايات على أن "حجرت" بالراء; لكن ابن التين نقل أنها في رواية أبي ذر بالزاي، قال: وهما بمعنى قوله: احتظرت، بحاء مهملة وظاء معجمة، مأخوذ من الحذار، بالكسر، وهو الذي يمنع ما وراءه. قوله: " يريد" القائل به بعض رواة الحديث، وقيل: أبو هريرة.

التالي السابق


الخدمات العلمية