صفحة جزء
5681 باب قول الله تعالى: من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها وكان الله على كل شيء مقيتا كفل: نصيب. قال أبو موسى: كفلين: أجرين بالحبشية.


أي: هذا باب في قول الله تعالى.. إلى آخره، هكذا في رواية الأكثرين الآية بتمامها، وفي رواية أبي ذر من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها وقال مجاهد وغيره: نزلت هذه الآية في شفاعة الناس بعضهم لبعض. قوله: من يشفع شفاعة حسنة يعني في الدنيا، يكن له نصيب منها في الآخرة، وقيل: الشفاعة الحسنة الدعاء للمؤمنين، والسيئة الدعاء عليهم، والأجر على الشفاعة ليس على العموم، بل مخصوص بما تجوز فيه الشفاعة، والشفاعة الحسنة ضابطها ما أذن فيه الشرع دون ما لم يأذن فيه، فالآية تدل عليه. قوله: " كفل"؛ أي: نصيب، وكذا فسره البخاري بقوله: " كفل: نصيب" وهو تفسير أبي عبيدة، وقال الحسن وقتادة: الكفل الوزر والإثم. وقال ابن فارس: الكفل الضعف. قوله: " مقيتا"؛ أي: شاهدا ومطلعا على كل شيء، من أقات الشيء؛ إذا شهد عليه، ويقال: المقيت خالق الأقوات البدنية والروحانية، وموصلها إلى الأشباح والأرواح، وقيل: المقيت: المقتدر، بلغة قريش. قوله: " قال أبو موسى" هو الأشعري، واسمه عبد الله بن قيس، ووصل تعليقه ابن أبي حاتم من طريق أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن أبي موسى الأشعري في قوله تعالى: يؤتكم كفلين من رحمته قال: ضعفين بالحبشية، يعني لغتهم في ذلك وافقت لغة العرب.

التالي السابق


الخدمات العلمية