صفحة جزء
5695 باب قول الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم إلى قوله: فأولئك هم الظالمون


أي: هذا باب في ذكر قول الله عز وجل.. إلى آخره، وفي رواية أبي ذر: باب قول الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم الآية. وللنسفي مثل ما ذكر إلى قوله: هم الظالمون " ولم يذكر الآية في رواية غيرهما. وفي نسخة صاحب التوضيح: باب قول الله عز وجل: يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى إلى الظالمون ، قوله: " يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم تفسيرها " قال المفسرون: يعني لا يطعن بعضهم على بعض؛ أي: لا يستهزئ قوم بقوم عسى أن يكونوا خيرا منهم عند الله. قالوا: إن بعض الصحابة استهزأ بفقراء الصفة، وأزواج النبي صلى الله تعالى عليه وسلم عيرن أم سلمة بالقصر، وإن صفية بنت حيي أتت النبي صلى الله تعالى عليه وسلم فقالت: إن النساء يعيرنني ويقلن: يا يهودية بنت يهوديين، فقال صلى الله تعالى عليه وسلم: هلا قلت: إن أبي هارون وعمي موسى، وإن زوجي محمد؛ فنزلت هذه الآية. قوله: ولا تلمزوا أنفسكم " اللمز الطعن والضرب باللسان، ومعناه: لا تفعلوا ما تلمزون به; لأن من فعل ما استحق به اللمز فقد لمز نفسه حقيقة. قوله: ولا تنابزوا بالألقاب " التنابز بالألقاب التداعي بها، تفاعل من نبزه، والنبز اللقب السوء. ولما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وجدهم بألقاب يدعون بها، فجعل الرجل يدعو الرجل بلقبه، فقيل: يا رسول الله إنهم يكرهون هذا، فنزلت ولا تنابزوا بالألقاب واللقب المنهي عنه هو اللقب السوء، وأما اللقب الذي فيه التنويه بالحسن؛ فلا بأس به؛ كما قيل لأبي بكر: عتيق، ولعمر: فاروق، ولعثمان: ذو النورين, ولعلي: أبو تراب، ولخالد: سيف الله، ونحو ذلك. قوله: بئس الاسم الفسوق "؛ أي: بئس الاسم أن يقال: يا يهودي، يا نصراني، وقد آمن، وهو معنى قوله تعالى بعد الإيمان " قوله: ومن لم يتب " أي: من التنابز فأولئك هم الظالمون "؛ أي: الضارون لأنفسهم بمعصيتهم.

التالي السابق


الخدمات العلمية