صفحة جزء
5766 141 - حدثنا آدم، حدثنا شعبة، عن قتادة، عن أبي السوار العدوي، قال: سمعت عمران بن حصين قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: الحياء لا يأتي إلا بخير.


مطابقته للترجمة ظاهرة. وأبو السوار، بفتح السين المهملة وتشديد الواو وبالراء، حسان بن حريث، مصغر الحرث: الزرع على الصحيح، وقيل: حجير بن الربيع، وقيل غير ذلك.

والحديث أخرجه مسلم في الإيمان، عن ابن المثنى، وابن بشار، كلاهما عن غندر عن شعبة به.

قوله: " الحياء لا يأتي إلا بخير" معناه أن من استحى من الناس أن يروه يأتي بالفجور وارتكاب المحارم فذلك داعية إلى أن يكون أشد حياء من الله تعالى، ومن استحى من ربه فإن حياءه زاجر له عن تضييع فرائضه وركوب معاصيه، والحياء يمنع من الفواحش، ويحمل على البر والخير، كما يمنع الإيمان صاحبه من الفجور، ويبعده عن المعاصي، ويحمله على الطاعات، فصار الحياء كالإيمان; لمساواته له في ذلك، وإن كان الحياء غريزة، والإيمان فعل المؤمن؛ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: " الحياء من الإيمان"؛ أي: من أسبابه وأخلاق أهله.

وقال الكرماني: صاحب الحياء قد يستحي أن يواجه بالحق من يعظمه، أو يحمله الحياء على الإخلال ببعض الحقوق، ثم أجاب بأن هذا عجز. وروى أحمد من رواية خالد بن رباح، عن أبي السوار، عن عمران بن حصين: " الحياء خير كله". وروى الطبراني من رواية قرة بن إياس: " قيل: يا رسول الله، الحياء من الدين؟ قال: بل هو الدين كله".

التالي السابق


الخدمات العلمية