صفحة جزء
5784 قال أبو عبد الله: يقال هو زور، وهؤلاء زور، وضيف، ومعناه: أضيافه وزواره; لأنها مصدر مثل: قوم رضا وعدل، ويقال: ماء غور، وبئر غور، وماءان غور، ومياه غور، ويقال: الغور الغائر؛ لا تناله الدلاء، كل شيء غرت فيه فهو مغارة، تزاور تميل من الزور، والأزور الأميل.


أبو عبد الله هو البخاري نفسه. وقوله: " هذا" إلى قوله: " ومياه غور" إنما ثبت في رواية أبي ذر عن المستملي والكشميهني فقط. قوله: " يقال: هو زور" أراد به أن لفظ زور يطلق على الواحد والجمع، يقال: هو الزور، للواحد، وهؤلاء القوم زور، للجمع، والحاصل: أن لفظ زور مصدر وضع موضع الاسم؛ كصوم بمعنى الصائم، ونوم بمعنى نائم، وقد يكون جمع زائر كركب جمع راكب. قوله: " ومعناه"؛ أي: معنى هؤلاء زور: هؤلاء أضيافه وزواره، بضم الزاي وتشديد الواو، وهو جمع زائر.

قوله: " لأنها مصدر مثل: قوم" المثلية بينهما في إطلاق زور على زوار؛ كإطلاق لفظ قوم على جماعة، وليست المثلية في المصدرية; لأن لفظ "قوم" اسم وليس بمصدر، بخلاف لفظ زور؛ فإنه في الأصل مصدر. قوله: " رضا وعدل": يعني يقال: قوم رضا بمعنى: مرضيون، وقوم عدل بمعنى: عدول، وتوصيفه بالمفرد باعتبار اللفظ; لأنه مفرد، وفي المعنى جمع. قوله: " ويقال: ماء غور" بفتح الغين المعجمة وسكون الواو وبالراء، ومعناه: غائر؛ أي: الذاهب إلى أسفل أرضه، يقال: غار الماء يغور غؤورا وغورا، والغور في الأصل مصدر؛ فلذلك يقال: ماء غور، وماءان، ومياه غور. قوله: " ويقال: الغور الغائر"؛ أي: الذاهب بحيث " لا تناله الدلاء"، وهكذا فسره أبو عبيدة. قوله: " كل شيء غرت فيه"؛ أي: ذهبت فيه، يسمى " مغارة"، ويسمى: غارا، وكهفا، وإنما قال: " فهي" بالتأنيث؛ نظرا للمغارة. قوله: " تزاور" أشار به إلى قوله تعالى في قصة أصحاب الكهف: وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم تفسيرها أي: تميل، وهو من الزور، بفتح الواو، بمعنى الميل، والأزور هو أفعل أخذ منه بمعنى الأميل، وتزاور أصله: تتزاور، فأدغمت إحدى التاءين في الزاي.

التالي السابق


الخدمات العلمية