صفحة جزء
5784 حدثنا إسماعيل قال: حدثني مالك مثله، وزاد: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت.


هذا طريق آخر في الحديث المذكور، أخرجه عن إسماعيل بن أبي أويس، عن مالك مثله؛ يعني بإسناده، وزاد فيه: " من كان يؤمن.." إلى آخره؛ أي: من كان إيمانه إيمانا كاملا، فينبغي أن يكون هذا حاله وصفته. قوله: " أو ليصمت" ضبطه النووي بضم الميم، وقال بعضهم: قال الطوفي بكسرها، وهو القياس كـ"ضرب". قلت: ما للقياس تعلق هنا، وهو كلام واه، والأصل في هذا السماع، فإن سمع أنه من باب: فعل يفعل، بالفتح في الماضي والكسر في المضارع؛ فلا كلام، أو يكون قد جاء من بابين؛ من باب: نصر ينصر، ومن باب: ضرب يضرب، قيل: التخيير فيه مشكل; لأن المباح إن كان في أحد الشقين لزم أن يكون مأمورا به، فيكون واجبا، أو منهيا فيكون حراما، وأجيب بأن كلا من: " ليقل" و"ليصمت" أمر مطلق بتناول المباح وغيره، فيلزم من ذلك أن يكون المباح حسنا؛ لدخوله في الخير، وفيه تأمل.

التالي السابق


الخدمات العلمية