صفحة جزء
5793 168 - حدثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري قال: أخبرني أبو بكر بن عبد الرحمن أن مروان بن الحكم أخبره أن عبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث أخبره أن أبي بن كعب أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن من الشعر حكمة.


مطابقته للترجمة من حيث إن الشعر فيه حكمة، فالحكمة إذا كانت في شعر من الأشعار يجوز إنشاد هذا الشاعر، ويجيء الآن أن المراد بالحكمة هو القول الصادق المطابق للواقع. وأبو اليمان الحكم بن نافع، وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي، وفي هذا الإسناد أربعة من التابعين قريشيون مدنيون على نسق واحد، وهم من الزهري إلى أبي بن كعب [ ص: 182 ] ولمروان، وعبد الرحمن مزية إدراك النبي صلى الله عليه وسلم، ولكنهما من حيث الرواية معدودان من التابعين، والحديث أخرجه أبو داود وابن ماجه، جميعا، في الأدب عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن المبارك، عن يونس بن يزيد، عن الزهري به. قوله: " حكمة" قد مر تفسيرها الآن، وقيل: أصل الحكمة المنع، والمعنى: إن من الشعر كلاما نافعا يمنع من السفه، فقال ابن التين: مفهومه أن بعض الشعر ليس كذلك; لأن "من" تبعيضية.

وقال ابن بطال: ما كان في الشعر والرجز ذكر الله تعالى وتعظيمه ووحدانيته، وإيثار طاعته، والاستسلام له؛ فهو حسن، يرغب فيه، وهو المراد في الحديث بأنه حكمة. وما كان كذبا وفحشا فهو المذموم. وقال الطبري: في هذا الحديث رد على كثرة الشعر مطلقا، وأخرج الطبري عن جماعة من الصحابة، ومن كبار التابعين أنهم قالوا الشعر وأنشدوه واستنشدوه. وروى الترمذي وابن أبي شيبة من حديث جابر بن سمرة رضي الله تعالى عنه قال: " كان أصحاب رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم يتذاكرون الشعر وحديث الجاهلية عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا ينهاهم، وربما تبسم".

التالي السابق


الخدمات العلمية